
التعتيم الإعلامي..حين تتغذي الإشاعات على الصمت الرسمي
في زمن تتسارع فيه وتيرة الأخبار وتتضخم فيه وسائل تداول المعلومات، لم تعد الإشاعة تنتظر الفراغ، بل تصنعه، التعتيم الإعلامي، أو تأخر المؤسسات في التواصل الفوري والواضح مع الرأي العام، لا يفتح فقط باب التأويلات، بل يشرع الأبواب على مصراعيها أمام نظريات المؤامرة، والخوف الجماعي، وفقدان الثقة.
ما حدث أخيرا مع ادعاءات مجموعة “جبروت” حول اختراق أنظمة معلوماتية لوزارات ومؤسسات مغربية، من بينها وزارة العدل والمحافظة العقارية، يسلّط الضوء من جديد على خلل بنيوي في علاقة المؤسسات بالمواطنين، غياب التواصل الفوري، وغياب حق الولوج إلى المعلومة.
وفي انتظار أن تبادر المؤسسات، خاصة تلك المعنية وفي الحالة التي نتحدث فيها_ وزارة العدل_ إلى نفي الأخبار عوض الصمت، تبقى فجوة الشك قائمة، وتستمر الإشاعة في الانتشار، لا لأن الناس مولعون بالأكاذيب، بل لأنهم ببساطة لا يجدون بدائل رسمية واضحة وسريعة.
وتجدر الاشارة الى ان الحل لم يكن يوما في المتابعات القضائية وحدها، بل في بناء ثقافة تواصلية شجاعة وشفافة، فحين تعلن جهة مجهولة عن اختراق آلاف الوثائق والملفات الحساسة، ويُترك الرأي العام لساعات وربما أيام دون توضيح رسمي مدقق، فإن ذلك بحد ذاته مشاركة غير مباشرة في توسيع رقعة الشك.