الرئسيةثقافة وفنون

صلاح الوديع في ضيافة اسفي حاضرة المحيط الأطلسي

بقلم الشاعر والكاتب صلاح الوديع

تمدد في داخلي دفقٌ وجداني غامر وأنا ألج البناية.
من مصافحة إلى أخرى ثم من حضن إلى حضن.
بين أهلي وأخواتي وإخوتي، قضيت أمسية لا تنسى.
كان ذلك في مدينة اسفي، حاضرة المحيط الأطلسي المغربية.
من كل الأجيال حضروا. رجالا ونساء. شابات وشبانا.

ذكرني كل ذلك بأن شرطنا الإنساني محكوم – مهما فعلنا – بالحاضنة الأولى لأرواحنا. بكل العرفان للأماكن التي نحتتنا وصنعتنا على مهل، كل واحد منا نموذجا لا مثيل له. هكذا نحن متشابهون ومختلفون مثل بصمات أصابعنا تماما.

تذكرت أنني أغرمت بسمك السردين هناك.

وتذكرت أنني رأيت وجالست جدي العربي الشرقي، رحمه الله، هناك.

وتذكرت أنني هناك قابلت أعمامي وعماتي – رحم الله من رحل منهم وأطال في عمر الباقين.


وتذكرت كيف اكتشفت بها موجات الريح الباردة التي داعبت وجهي مرارا في أماسيها
وشيئا فشيئا تعلمت أنها من أعرق المدن المغربية قبل أن تُعرف بمعامل السردين وتصدير السمك والفوسفاط ولمست العراقة في كل شيء:

العمران الذي عبر القرون ودماثة خلق أهلها وعزة نفوسهم وأناقة نسائهم واكتشفت ألمعية أهلها في فنون الطبخ وتعلمت أن ذلك يعني عمقا تاريخيا لا مجرد تقنيات “مطبخية”…

مستحضرا أرواح والدي محمد الوديع الآسفي وعمي حسن الشرقي وعمي امحمد الشرقي الذين أعطوا الكثير لبلادهم، أهدي هذه المحبة لكل أهل المدينة، وفي مقدمتهم من حضروا و”صمدوا” إلى ساعة متقدمة من الليل من أجل اقتسام نسخة من كتاب “ميموزا”: الحاج سي محمد منيس رئيس جمعية ذاكرة أسفي، والسيدة منى الوقادي رئيسة جمعية الشعلة للتربية والثقافة، والحاجة حبيبة دادة أرملة المقاوم المرحوم سي محمد الشعبي وعبد الله حكا ممثل جمعية حوض أسفي وسعيد الجدياني الباحث في تاريخ أسفي والشاعرة مثال الزيادي والناقد والكاتب الكبير داديسي والكاتب محمد الصديقي والكاتب ياسين كني والصحفي ابراهيم الفلكي والمصور المهني نبيل السويلمي، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات السياسية والمدنية والإعلامية.


مع شكر خاص لسلوى الحجام التي سلمتني لوحة ماما أسية، وللأستاذ عبد الرحيم الغوداني على الصورة التذكارية للقاءٍ جرى بيننا بأسفي منذ سنوات.

وأخيرا وليس آخرا: شكر خاص موجه للشاعر المبدع عبد الرحيم الخصار على جمال الكلمة التي تفضل بتلاوتها في بداية حوارنا وللصحفي المقتدر محمد دهنون الذي نشَّط فقرات من الحوار والشاعرة زهور رشاد التي أبدعت في صياغة كلمة الافتتاح والفنانة الجميلة الصاعدة ابنة الشعلة: أميمة السملالي التي رصعت فضاء اللقاء بأداء غنائي راق.


وطبعا الشكر بلا حدود لأخي العزيز منير الشرقي، مهندس اللقاء، التوأم الذي لم تلده لي أمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى