في مواجهة مطالب باعتذار قادة الإسلام السياسي في السودان على ما اقترفوه سعي لتأسيس أشبه بالكتلة التاريخية
بادر مجموعة من المثقفين الإسلاميين واليساريين الأسبوع الماضي في السودان، إلى تأسيس حركة تضامن جديدة تتبنى تصورا فكريا وسياسيا يتطلع في سياق سوداني ديمقراطي للتضامن والتكامل.
وذكرت صحيفة الراكوبة السودانية في تصريح لطارق زيادة وهو عضو من الحركة الجديدة لـ”عربي21″ بأن “الحركة ثمرة تواصل وحوار بين مثقفين ومناضلين من مدارس فكرية مختلفة وتجارب وخبرات متباينة، ولكنهم ظلوا ملتزمين بالحق الإنساني في الحرية والكرامة والعيش الكريم”.
وأشار المتدث نفسه أن “الحركة الجديدة أكلمت مراحل القطيعة المعرفية والنفسية مع كل أنماط الفكر السلفي وتيارات الإسلام السياسي”.
هذا وتسود داخل فكرة داخل الإسلاميين بكافة توجهاتهم السياسية في السودان، مخاوف حقيقية من الإقصاء من المشهد السياسي العام، بعد قرابة ثلاثين عاما من سيطرتهم على مفاصل الدولة تحت قيادة الرئيس المعزول عمر البشير.
كما أنه يعرف المشهد حالة من الاتفاق غير المعلن بالكامل بين جميع الأطراف الفاعلة سياسيا بمن فيهم بعض الإسلاميين وخصومهم الأيديولوجيين، على أن تجربة حكم البشير الذي جاءت به الحركة الإسلامية السودانية، كانت مليئة بالانحرافات التي تُعزز موقف دعاة إبعاد الإسلاميين من أي دور في المستقبل القريب لصياغة المشهد السياسي.
جدير بالذكر أن اليسار القوة التي كانت فاعلة في الثورة والتي أطاحت بحكم الرئيس البشير، تعتقد بأن مجريات الأحداث تعتبر نهاية حتمية للإسلام السياسي في السودان، مستفيدة من ميراث ضخم للانتهاكات والسياسات المتطرفة والتطبيق الخاطئ للمنهج الإسلامي.
وعلى الرغم من أن الصوت الأبرز في إعلام المتظاهرين وفي انشغال الإعلام العالمي، يعتقد بأن مرحلة الإسلام السياسي، التي أتى البشير من خلالها، قد أفلت، وأنه على قادة الإسلاميين في السودان الاعتذار والدخول في مرحلة مراجعة حقيقية، فإن ما يجري على الأرض خلاف ذلك، فقد عمد عدد من قادة الحركة الإسلامية إلى الدخول في تجربة فكرية وسياسية جديدة، تحت اسم “تضامن”، تستمد أسسها من هوية السودان الإسلامية، لكنها تتسع لتكون أشبه بالكتلة التاريخية التي تجمع مختلف التيارات السياسية والفكرية.
المصدر: صحيفة الراكوبة السودانية