
الصويرة: النقاش الحقوقي في دورته8 يتحاور ويناقش الثقافة في مواجهة العنف (صور)

عرف النقاش الحقوقي في دورته الثامنة الموازي لمهرجان الصويرة كناوة وموسيقى العالم في نسخته 22 نقاشا حقوقيا مثمرا والذي تواصل لليوم السبت 22 يونيو، ضمن محور اختير له شعار “قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف”، هذا النقاش الذي تميز بحضور مكثف للعديد من الوجوه الحقوقية والثقافية وجمهور واسع من المتتبعين، فضلا عن حضور لفعاليات ثقافية وحقوقية دولية، وخاصة من دول إفريقيا.
وكان من بين المتدخلين في هذا المحور رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي أكدت على أهمية الثقافة في مواجهة العنف، حيث اعتبرتها أحسن سلاح لمقاومة العنف، مؤكدة أن “الخوف يؤدي إلى الكراهية والكراهية، ثم تؤدي هذه الأخيرة إلى العنف”.
المتحدثة نفسها، أبرزت أهمية التعليم وحيويته، واعتباره عنصر أساسي في احترام كرامة الإنسان، إذ لا كرامة بدون تعليم، وبدون ترسيخ قيمة التسامح الذي قالت عنه أمنة بوعياش في مداخلتها، أنه حق كونه مفيد للإنسان ويلعب دورا محوريا في تطوره سواء رجلا أو امرأة.
في نفس السياق، أكدت بوعياش حيوية قيم التسامخ والصداقة، والأمل وعدم اليأس حتى بوجود الحروب والإرهاب، مشددة على ضرورة “”استثمار قوة الثقافة في المغرب من أجل مواجهة ثقافة العنف”.
بدورها أشارت التازي إلى أن “قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف ليس مجرد شعار، بل هو دعوة إلى التحرك المجتمعي، والوعي للبقاء على المسار الصحيح لحضارة إنسانية سمتها التقدم والعدل”، مؤكدة أن “العنف الأعمى، السياسي، والديني، والاجتماعي، لا يمكن أن ينتصر على عبقرية الروح الإنسانية”.
وأفادت رئيسة مهرجان “الصويرة كناوة وموسيقى العالم”، أن الثقافة أيضا عنصرا محفزا في الاقتصاد وعنصرا منتجا للإبداع ومنتجا لفرص الشغل، ولإرادة مكافحة الفقر.
اختار عبدالوهاب رفيقي، في حديثه على أهمية الثقافة في مواجهة العنف، أن يحكي لعوامل رئيسية أثرت فيه، مؤكدا أن أحسن طريقة سأختارها لإبراز صحة ودقة الشعار” قوة الثقافة في مواجهة العنف” هي تجربتي الشخصية الحياتية، ومن هذا المنطلق، قدم الباحث في قضايا الدين والإسلاميات، مراحل ومحطات بارزة في حياته، سواء من خلال علاقته بالأسرة الوالد والوالدة، أو من خلال الوسط، أو من خلال ذكرياته، بأحياء الدارالبيضاء، قبل أن ينتقل والده من إنسان عادي إلى إنسان تأثر بأفكار الشيوخ التي كانت تروج في المساجد، وتحولت عدة أشياء إلى حرام، وحكى أيضا تأثيرات انتقاله من البيضاء لزاكورة، لفاس…
وومن ضمن ماحكاه، محمد عبدالوهاب رفيقي قصته مع والدته، التي إليها رد الفضل في نمو عدة خصال وقيم سواء عبر القراءة، أو عبر حبه للسينما، حيث هي من دفعته لمشاهدة عدة أفلام، ذكر من بينها “حب في الدارالبضاء” وهي من كانت وراء ارتياده “المسرح البلدي”، ومن خلال ذلك، أوضح كيف أن هذه البدور الثقافية، هي التي حسمت خلال فترة اعتقاله، في اتجاه انتصار العامل الثقافي، و “في النقد الذاتي والتّحرّرِ من الأفكار التي لم يكن لي قِبَلٌ بها“.