محمد أمشياع يكتب: كورونا تحكي (01)
جئتكم على غفلة لأتحسس أوضاعكم.. أتنقل بينكم خلسة.. عبر من أسكنهم أَرى ولا أُرى.. لقد فاجأتني أحوالكم.. قلة تستحوذ على خيرات البلاد.. أغلبية تحت عتبة الفقر..
مستشفيات مهترئة بلا أطر كفأة ولا وسائل تفي بالغرض.. سيارات الإسعاف، إن وجدت، في حاجة إلى إسعاف..
تعليم فارغ المحتوى والقيم، بوسائل تقليدية، وأطر فاقدة التكوين.. تلاميذ موزعة ذهنياتهم بين الأسر والشارع والمسجد والإعلام ومعرفة السلطة.. أكثرتم من الوعض والإرشاد، وهمشتم التنوير، والبحث العلمي المبني على الدراسات والأبحاث والتجارب..
مجالسكم “المنتخبة” في أمس الحاجة إلى من تفرزهم انتخابات شفافة بالتصويت الحر.. إدارة وتدبير الشأن العام لازالت تحكمه وتتحكم فيه إرادة وإدارة غير شعبية بواجهات غير ديمقراطية…
إعلامكم التلفزي يروج للتفاهة حد التخمة.. استراجية من يحكمكم هي الإلهاء والإستبلاد.. بدلا من أن يحكمكم القانون، وتحتكمون إليه، تنصاعون للتعليمات وتتعاملون بالزبونية والمحسوبية..
أغلقت لكم كل مبتدإ بالميم من ملاعب ومطاعم ومقاهي ومساجد ومتنزهات وملاهي ليلية ومحطات وموازين و… فأحسستم بالراحة لأن الدار كانت خير تعويض لكل ذلك… أكتشف الأباء أبناءهم، وتحسن مزاج الأسرة، وتم إدراك أهمية المدرسة والأستاذ..
دخلتم منازلكم، وظهر بينكم من لا منزل له، ومن لا مأوى له.. أحسستم بحاجتهم وفكرتم في التضامن وفي التعاون.. أدركتم معنى الإنسانية وواجبكم تجاه الآخر ..
عن كورونا