رأي/ كرونيك

نحن الشعب ..مازالت بعض الأحزاب تنجب من رحمها العفن ومزيدا من اللقطاء السياسيين..

مازالت بعض الأحزاب، تنجب من رحمها العفن مزيدا من اللقطاء السياسيين، ليتحولوا بسرعة إلى كلاب مسعورة تفترس اللحم الطري للشعب… وتنهب خيراته ومقدراته..

بقلم خالد أخازي
بقلم خالد أخازي الروائي والإعلامي

مازالت بعض الأحزاب السياسية، مختبرا لصناعة فيروسات انتخابوية معدلة جينيا، و تبثها بين الناس، لتصيب الديمقراطية بالشلل، وتصيب بفيروس اليأس الوجدان الشعبي ، و تنشر وباء الخوف من مستقبل عاتم، ويتلاشى الرجاء في حاضر سياسي لم يعد يفتح آفاقا للتغيير ولتكريس الأمل…
حاضر لا يطاق… وغد غير واضح في غياب شروط الحياة الكريمة.. يعمقان الخوف… الرهاب الاجتماعي…
صرنا شعبا … طبع مع قتل الأب وقتل الأم…
صرنا شعبا طبع مع القتل ذبحا… والتنكيل بالجثث…
صرنا مجتمعا هشا… بأسر هشة…
الفقر والجهل… كما يصنعان الجريمة… يصنعان اللاستقرار الوحشي..
نحن… نلعب آخر أوراقنا…
كل سنة نحرق ورقة، و نمنح الفساد والريع فرصا جديدا…
كل محطة انتخابية، تستنزف نفسا زمنيا، ونضع بلدا في مفترق الطرق…
نحن البلد الوحيد الذي تابع الشعب برلمانيه بالصورة والصوت وهم يتسابقون للسطو على أطباق الحلوى، والملك خاطبهم توا عن المسؤولية و التضحية والوطنية…
وكانوا مسؤولين جدا لدرجة … سرقتهم الحلوى.. بحجة” بركة سيدنا”
ونسوا أن بركة سيدنا التي هي بركة كل البركات… أن تخدموا شعبه، لا أن تتهافتوا على موائد البرلمان…
من يسطُ على طبق الحلوى… يسطُ على حمار الجماعة…
أي ديمقراطية هذه تسمح بوجود الأب والأم والابنة الفتية في البرلمان في لحظة زمنية واحدة، ولا تسمح للساسة الكبار بالعبور…

ستقولون العيب في الشعب…
من ربى في الشعب هذا الخضوع المقرف، والتسول والمسكنة..؟
من سمح أن تكون انتخاباتنا عفنة… خانقة… قذرة لدرجة أنها أصبحت تسبب الغثيان…؟
نحن البلد الوحيد… العاجزة نخبه السياسية والفكرية والثقافية على المشاركة في ديمقراطية، تلفظهم… لأنهم لا يملكون غير الأفكار وديمقراطيتنا تدار بالعار والخزي والاسترقاق….والمال… والعطاء.. وكله مال متسخ يعاد تدوريه…
لنكن صرحاء…
ما يقع الآن أمام أعينا… مؤشر خطير على إرادة خفية لتظل ديمقراطيتنا تصنع المافيات و شبكات المصالح لتوزيع الغنائم، ونخبا مزيفة لتدبير الزمن السياسي…
ما يقع الآن… مصيبة والله بكل المقاييس…

ستخاض انتخابات…. تم الحسم فيها من طرف تجارها وحرفيوها…

لا دخل للإدارة… فهي لم تحسم مباشرة…ولكنها ساكتة عما يروقها… ويخدم أجندتها…
والإدارة …. هي تلك الإرادة الخفيفة للتسلط… والتي تساهم في سرطنة المؤسسات والدولة…
المال… والقفف… والشبكات الريعية الاجتماعية… أنهت العملية…

انتهت الانتخابات….
الكبار…الأثرياء… أرباب الشركات والمصانع… الفلاحون الكبار… التجار الكبار… والبقية… تأثيث سياسي…
المال لا الأفكار….

مرة أخرى سيقرر الجهل والفقر والعوز والبلطجة من سيقرر مصيرنا… من سيقرر في صحة وتعليم واقتصاد المغاربة…
سرطان ديمقراطيتنا ورم خبيث في العقل الاستراتيجي الذي يدبر المستقبل بآليات ما قبل سقوط جدار بلين، وبمرجعيات الصراعات في مغرب بائد… وهذا لا ينتج إلا ثقافة الضبط والتحكم، مما يجعل البرلمان مجرد شر ديمقراطي لابد منه..
اللصوص يعودون… يغيرون مراكبهم… أو يخضعون لعملية ترميم تاريخهم السياسي…

ديمقراطيا غير مكلفة فكريا… فقط عليك ألا تكلف أسياد الخفاء ما لا يريدون… كن مطيعا… تحظ بفرصة العمر…
أخجل حينما أتابع ما يقع…؟
ما يقع لا يخدم أي جهة…

غير مزدوجي الجنسيات… والقادرين على الهروب في جنح الظلام نحو أموالهم المهربة…
نأمل في ديمقراطية تصلح للباقين والباقيات… للذين لا وجهة لكم غير الوطن…

ديمقراطية… مع الملك وبالملك… في وجه الهاربين المحتملين الذين لا يكلفهم الفساد كثيرا… واللصوص وقطاع الطرق والفاسدين والمستعدين للهرب… في أي لحظة…

فليس لنا غير الملك وليس له غيرنا… نحن… الشعب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى