مجتمع

القصائد المسجونة أو “المعتقلة”….

(محمود درويش -برقية من السجن)

الحديث عن ” القصائد المسجونة ” محض مجاز رديء أو وهم يسكن عقولا لا عقل فيها ،فما سجنت اذ سجنت لان النصّ ذاع صيته في الارجاء و انتشر مذ وضع شاعره نقطة النهاية / نقطة البداية لنصّ جديد لا يسجن ايضا ، فالقصيدة يا سادتي الحكّام جدّا ليست رصاصة فحسب لتخافوها ، القصائد كما الورد برغم قطفه يضوع اريجه في المدى اللا متناهي ليزيده القا على الق ، القصائد صباح جديد لا يؤجل ، القصائد حبيبة سوف تأتي بلا موعد و في مكان لا يحدّد بالمكان و في زمان لا يحدّد بالزمان ، القصائد خارج اسوار الوجود فلا تسجن ولا تطالها سياط السجّانين القادمين على ” بغلة الانصراف ” .

بأرض الله الواسعة كلّ الشعوب البدائية تطوّرت و صارت أكثر حضارة من حكّام ” خير أمّة أخرجت للناس” هؤلاء الذين وجدوا أو اخرجوا من طين هذه الارض ليسوسوا اهلها بالنفط و السوط و ” الكرباج” فضاقت الارض على صدورنا و ضيقها و من ضيق افكارهم فــ” “الشيء الوحيد الذي يتّسع و يكبر في حياتنا هو السّجن ” على حدّ قول عبر الرحمان منيف لا بل :” هذا الوطن الممتدّ من البحر إلى البحر.سجون متلاصقة.. سجّان يمسك سجّان” يجيبنا مظفّر النواب .

لسنا بزمن الصراع بين الحمدانيين و الروم لنتحدّث عن اليمامة التي شغلت صاحبنا ” ابو فراس الحمداني ” و هو المكبّل في اسره ، لان الغزو الخارجي قد يبرّر – و لا تبرير- سجن الشعراء لان الغزاة لا فرق عندهم بين اميّ و شاعر ، لكننا في هذا الزمن الرديء جدّا نعيش على وقع غزو داخلي لا عدو فيه غير حكّام من ابناء جلدتنا جعلوا الشعراء أعداء لهم فسجنوهم لاجل قصيدة او حلم أو وردة او حضن مشتهى ، أو ثورة سوف تاتي ، موقع أنتلجنسيا للثقافة و الفكر الحر يحاول رصد ظاهرة سجن الشعراء في السنوات الاخيرة ، التي انتشرت انتشار النار في القلوب لتحرقنا و تزيد الشعوب التواقة للحرية و الكرامة وجعا على وجع .

-1- الشّاعرالقطري محمد بن الذيب العجمي : ناثر الياسمين التونسيّ يحاكم بالمؤبد :

هو محمد بن راشد بن حسن بن ناصر بن الذيب ال ضاعن العجمي،شاعر شعبيّ قطري سجن سنة 2011بسبب قصيدة مجّد فيها الثورة التونسيّة فأدين بتهمة انتقاد أمير قطر و التحريض على النظام لان القصيدة تضّمنت تمنيّات بان يصل التغيير الى بقيّة الدول العربيّة ، أصدرت محكمة أمن الدولة القطرية بتاريخ الخميس 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012حكما بالسجن المؤبد في حقّه و بتاريخ الاثنين 25 فيفري /فبراير 2013 أصدرت محكمة الاستئناف حكمها القاضي بسجن الشاعر مدّة 15 سنة هذا الحكم الذي ثبّتته و بشكل نهائي غير قابل للنقض محكمة التمييز القطرية يوم الاثنين 21 أكتوبر / تشرين الاوّل 2013،ثمّ اطلق سراحه في شهر مارس /أذار 2016 بعد عفو أميريّ من الشيخ تميم بن حمد و يذكر انه قضّى خمس سنوات من محكوميّته ،

مقتطف من “قصيدته المسجونة“ :

علّم اللّي مرضي نفسه و مزعّل شعبه *** بكره بيجلس بداله واحد بكرسيّه.

لا يحسب أن الوطن باسمه و باسم عياله *** الوطن للشّعب و أمجاد الوطن شعبيّة

ردّدوا و الصوت واحد للمصير الواحد *** كلّنا تونس بوجه النخبة القمعيّة

-2- الشّاعرة البحرينيّة آيات القرمزي : سنة سجن لأجل حلم بالثورة

هي آيات حسن محمّد القرمزي،شاعرة بحرينيّة شابة من مواليد غرّة جانفي /يناير 1991 وهي طالبة في كليّة البحرين للمعلمين في نفس سياق الاحتجاجات التي تلت الثورة التونسية و بتاريخ الاربعاء 23 فيفري /فبراير 2011 ألقت آيات قصيدة في” دوار اللؤلؤة” الذي كان مركز الاحتجاجات. وتضمنت القصيدة هجاءً مباشرا لرئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة و في خطاب موجّه للملك تضمنت القصيدة التالي :

“نحنُ شعبٌ يقتل الذل ويغتال التعاسه، إنت ما تسمع حكيهم؟ إنت ما تسمع صراخهم؟”

اعتقلت آيات يوم الاربعاء 30 مارس /اذار 2011 من طرف قوّات الامن البحرينيّة و تعرّضت للتعنيف عند الاعتقال و بداخل السجن عند استجوابها و هذا ما أكده قولها : “أنا كنتُ قادرةً على رؤية امرأة يصل عمرها لحوالي الأربعين وتلبس ملابس مدنيَّة وهي تضربني على رأسي بواسطة هراوة”

يوم الأحد 12 جوان/ يونيو 2011 اصدرت المحكمة العسكرية حكمها القاضي بسجن الشّاعرة سنة كاملة بموجب جنحة الاشتراك بالتجمهر بغرض ارتكاب الجرائم والتحريض على كراهية النظام ويوم الاربعاء 13 جويلية /يوليو 2011 تم الافراج عن الشّاعرة ووضعت قيد الاقامة الجبريّة بمنزلها بعد ان تمّ اجبارها على الاعتذار للملك في تسجيل مصوّر تم بثّه بالتلفزيون البحريني .

-3- الشّاعر السعودي عادل اللّباد : مسيرة من الاعتقال المتكرر و النفي :

علاقة الشّاعر السعودي عادل اللبّاد بالسجن انطلقت منذ ثمانينات القرن الماضي تحديدا منذ التحاقه بــ”حركة الرساليين الطلائع” وهي حركة شيعية مسلحة انتهى الكثير من أعضائها في سورية، قبل ان يتمتّعوا بالعفو من طرف الملك فهد ، في رصيد الشّاعر ديوان شعريّ أوّل حمل عنوان “جمر على جرح” و ثاني حمل عنوان ” غضب البحر” بالإضافة إلى المذكرات السياسية “الانقلاب … بيع الوهم على الذات” في هذا العمل انتقد اللباد السلطة السياسية والدينية والحزبية بين سنوات 1980 و1993 وتحدّث فيه عن تجربته الحركية في تنظيم «الطلائع الرساليون» وتنقله في التنظيم المسلح بين الجمهورية الإيرانية والهند وسوريا،

تم اعتقاله لاوّل مرة 1983 و الاعتقال الاخير هو الرّابع في حياته و الذي تم اثر احداث القطيف 2011 ،تمت محاكمة عادل في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض التي تعرف باسم محكمة الارهاب ووجهت له جملة من التهم وهي : “عدم الولاء للحاكم، وقراءة الشعر الذي يحرض الناس على الخروج في المظاهرات، والمشاركة في أعمال الشغب، والتقاء مع “مطلوبين” وفي الجلسة الخامسة من المحاكمة في شهر ديسمبر 2013، اصدر القاضي حكما بالسجن لمدة 13 سنة وفرض حظر السفر لمدة 15 عاما وغرامة مالية قدرها 10،000 ريال سعودي.

-4- الشّاعرة الايرانية پروين غفارخانى تحرق نفسها بداخل السجن رفضا للسجن و لزواج المتعة :

طفت قضيّة الشّاعرة الايرانية پروين غفارخانى للسطح في منتصف شهر مارس /أذار 2013 حين تداولت الكثير من المواقع العربيّة و العالمية خبر حرقها لنفسها بداخل سجن “إيفين” الواقع شمال العاصمة الإيرانية طهران و يذكر ان پروين غفارخانى معتقلة منذ أكثر من عام –حينها – بسبب رفضها اقتراحاً من قاضي ايراني بالتمتع معها وفق “زواج المتعة” المؤقت المعمول به بشكل رسمي في إيران. المعلومات قد تكون شحيحة حول قضيّتها و لكن اغلب المواقع حينها قد نشرت صورتها قبل ان تضرم النار في نفسها و صورة بعد الاحتراق احتجاجا عن سجنها ظلما . لا نستطيع ان نثبت الحادثة او ننفيها و لكن هذا ما تم تداوله حينها ( و الغالب ان المعارضة الايرانية في الخارج هي التي سرّبت الخبر لانها نفسها من دعت الى التحرّك الدولي للدفاع عن پروين غفارخانى) .

-5- الشّاعر العماني معاوية الرواحي: اعتقالات متكرّرة بداخل السلطنة و خارجها :

معاوية الرواحي كاتب ، مدوّن ،اذاعي و شاعر عمّاني نشر في آخر عامين ستة كتب في الأدب والشعر والقصة والشذرات وله ثلاثة كتب قادمة ،تفرّع للتدوين منذ سنة 2008 و وله مدونة واسعة الانتشار بعنوان “بؤبؤ واسع“، وقناة مرئية على اليوتيوب، اثارت تدويناته التي تجاوزت مليون زائر الكثير من اللغط و الجدل لا بل تسبّبت له في الكثير من المشاكل و اخر ها اعتقاله على الحدود العمانية – الإماراتية ،ووجهت له تهمة الاساءة الى رموز الدولة – الامارات- و بثّ أخبار و شائعات كاذبة و اهانة وليّ عهد أبو ظبي الشّيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” ،لكن المحكمة الاتحادية العليا يوم الاثنين 14 مارس/اذار 2016 قضت بالبراءة ويذكر انه مثل خمس مرّات أمام المحكمة و قضّى 14 شهرا بالسجن ، و تجدر الاشارة هنا ان الشّاعر معاوية الرواحي سبق اعتقاله أكثر من مرّة في سلطنة عمان فكان الاعتقال الاول في فيفري/ فبراير 2012، بعد تدوينه بعنوان “أخيرا انا حر” نشرها علي مدونته، وعبر فيها عن خيبة أمله في أوضاع السلطنة. كما تم القبض عليه مرّة ا خرى في 12 جويلية / يوليو 2014 اثر تنديده بالممارسات القمعيّة التي تحدّ من حريّة التعبير والتي تعرضّ لها بسبب مدونته و تدويناته ،فتم ايداعه بمستشفى الأمراض النفسية بجامعة السلطان قابوس ،ليفرج عنه في 11 أوت /اغسطس 2014.

-6- الشّاعرة الايرانية هيلا صديقي :الشّاعرة الحالمة بالثورة الخضراء :

هيلا صديقي شاعرة ،تشكيلية و ناشطة مدنيّة ايرانية ولدت في 29 مارس /اذار1985 في طهران ،ايران متحصلة على جائزة “هِلْمِن/هَمَت” منحتها ايّاها منظّمة “هيومن رايتس وتش” بسبب نشاطها الحقوقي و المدني خلال “الثورة الخضراء” وهي الحراك الاحتجاجي الذي انطلق اثر الانتخابات الرئاسية الايرانية 2009 الذي اتهمت فيه الحكومة بتزوير الانتخابات ،انضمّت هيلا صديقي الى الحركة الخضراء المعارضة و القت بمناسبة الحراك الاحتجاجي قصيدة بعنوان “إنها خضراء ثانية” هذه القصيدة التي كانت سببا في سجنها ، مسيرة السجن كانت متكررة و انطلقت في 9 ديسمبر 2010 اذ اقتحم ضباط من المخابرات الإيرانية منزلها، و صودرت أموالها الشخصية،. وفي ماي/ مايو 2011 سجنت لأول وتم ترحيلها إلى سجن “إيفين “الواقع بشمال طهران وهو اكثر السجون سمعة سيئة ، إلى أن أخلي سبيلها بضمان. ثم تمت محاكمها في 16/أوت أغسطس 2011 بالشعبة “26” التابعة لمحكمة الثورة الإسلامية، هذه المحكمة التي اصدرت حكما يقضي بسجن الشاعرة أربعة أشهرنافذة وخمسة أعوام أخرى مع وقف التنفيذ. كذلك منعت من السفر خارج إيران ما بين 2009 و2011 ،آخر اعتقال عرفته هيلا صديقي كان اثر عودتها الى ايران في جانفي/يناير 2016 ، اذ تم اعتقالها بالمطار .

مقتطف من “قصيدتها المسجونة “ “إنها خضراء ثانية”:

مع نسائم الربيع ستنمو مئات الأزهار
ومئات القبلات على شفاه الأمطار

ستنهض العنقاء بعد سنين طويلة
وتتحرر من قفص الدم والشرارة

تذوب الثلوج ويزول الظلم والقساوة
غداً سيرون.. أنها خضراء ثانيةً

-7– الشّاعر الفلسطيني أشرف فياض:نحاكم بالاعدام بتعلّة ان القصائد تحرّشت بالذات الالهيّة :

أشرف فياض شاعر وفنان تشكيلي فلسطيني ،مقيم في المملكة السعودية التي ولد فيها سنة 1980 ،صدر له ديوان شعريّ بكر موسوم بعنوان ” التعليمات بالدّاخل ” مثّل المملكة في احد المعارض الثقافية التي اقيمت في البندقية بايطاليا بصفته الأمين المساعد للجناح السعودي في المعرض ،اعتقل لأول مرة في اوت/ اغسطس 2013 بتهمة الإلحاد والتجديف بعد شكوى تقدم بها أحد الأشخاص لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنه خرج بعد يوم واحد فقط، واعتقل مرة أخرى من أحد المقاهي في مدينة أبها في جانفي/ يناير 2014 بتهمة التعدي على الذات الإلهية و نشر أفكار الإلحاد في مجموعته الشعرية التعليمات بالداخل الصادرة في 2008 و في افريل/ إبريل 2014 حكمت المحكمة بسجنه لمدة 4 سنوات و 800 جلدة و في الاستئناف حكمت عليه المحكمة العامة في أبها بتاريخ 17 نوفمبر 2015 بالإعدام بتهمة الردة و في 2 فبراير 2016 ألغي الحكم السابق وخفض إلى 8 سنوات سجن و 800 جلدة .

عينّة من ديوانه المسجون ” التعليمات بالدّاخل ” :

الشمس بالغة التهذيب فيما يتعلق بفتح فمها أثناء التثاؤب !

الشمس لا تعرف كيف تفرض سيطرتها التامة على الأرض، تماماً كما يحدث مع الظلام، مع العلم بأن الشمس لا تملك خياراً آخر سوى مقاومة الظلام .. رغم عدم أهلية بلوتو للبقاء ضمن مجموعتها المصابة بالدوار .

للقمر رأي آخر في فرض سيطرته على البحر، وللبحر قدرته على ابتلاع ما يتسنى له من المخلوقات.. وزيادة حصته من سطح الأرض.. تحت ذريعة الاحتباس الحراري.. تحت ذريعة الأوزون المثقوب.. وحق المرأة في ارتداء البكيني.. وإغواء الطيور بثروته السمكية !

-8- الشّاعرة الايرانية فاطمة اختصاري و الشّاعر مهدي موسوي : الحبّ تهمة يجلد و يسجن مقترفها :

في هذا الزمن يحدث كثيرا ان يسجن شاعر او شاعرة لاجل قصيدة ثائرة لان الاستكانة و الخمول مطلب الحكّام ، لكن أن يسجن شاعر لان قلبه قد نبض او شاعرة لانها مدّت يدها لتصافح الشعراء في تظاهرة الثقافية فهذا لعمري من فضائح زمن تعجز اللغة عن ايجاد وصف دقيق له . اذا في ايران الاسلامية جدّا على الشاعر ان يوقف دقّات قلبه ،عليه ان لا يحبّ و ان لا ينشر صورته مع من احب بموقع التواصل الاجتماعي و على الشّاعرة الا ان تصافح الشعراء لكي لا يحاكموا او يسجنوا او يتم جلدهم ،

فاطمة اختصاري شاعرة ايرانية تنتمي الى تيّار ” الغزل ما بعد الحداثي ” الساعي الي تجديد الشعر الفارسي الكلاسيكي وهو تيار راديكالي في الشعر يّة الفارسية ،نشرت ديوانها البكر سنة 2010 ، هذا الديوان الذي تمت مصدارته بتعلّة انه تضمن كلمات محظورة من طرف السلطة .

امّا مهدي موسوي فهو معلّمها وهو شاعر و ناشط سياسي مولود سنة 1976 وهو العنصر الابرز في تيّار ” الغزل ما بعد الحداثي ” في رصيده ثلاث مجموعات شعرية وهي : “لقد انتحرت الملائكة” 2002، “لا أنشر هذي (القصائد) إلّا لكِ” 2005، “لم يكن الطائر الصغير طائرا ولا صغيرا” 2010 .

في سبتمبر /ايلول 2013 ترافقا باتجاه تركيا للمشاركة في تظاهرة ثقافية تقام هناك ،لكنّ السلطات الايرانية اعلمتهم بأن اسميهما مدرجان على قائمة الممنوعين من السفر، وطلب منهما التوجه لاحقا لحضور جلسة تحقيق لتنقطع بذلك اخبارهما على الجميع و في اخر السنة تم اكتشاف مكانهما الذي كان بسجن “إيفين” ايقونة السجون الايرانية الذي تحدثنا عنه سابقا باعتباره من اكثر السجون رداءة . اتّهما بوجود “علاقة محرّمة ” بينهما ” و اتهمت فاطمة “بمصافحة الرجال ” في أحد المهرجانات الشعرية التي شاركت فيها في السويد، تم الحكم عليها بالسجن 11سنة و نصف :سبع سنوات بتهمة ” ازدراء المقدسات ” و ثلاث سنوات بتهمة نشر محتوى غير مرخّص وصور غير لائقة على مواقع التواصل الاجتماعي ( وهي صور مشاركتها في تظاهرة الثقافية في السويد رفقة خمس شاعرات الايرانيات اخريات ) بالاضافة الى الحكم بــ99 جلدة ،اما بالنسبة الى مهدي موسوي فقد شاركها في نفس عدد الجلدات و حكم عليه بتسع سنوات, ست منها بتهمة “ازدراء المقدسات” وثلاث سنوات بتهمة “تخزين الغاز المسيل للدموع″.

ولقد رضخت السلطات الايرانية للمنظمات الدولية المدافعة عن حريّة التعبير و اطلق سراحمها بكفالة سنة 2014 .

مقتطف من” قصيدة مسجونة ” للشّاعر مهدي موسوي :

“هل تسمحين لي بأن أنادي اسمكِ؟

أن أطرح الشهوات السابقة لرجل ما؟

مهدي موسوي يسعى إلى تجديد الشعر الفارسي الكلاسيكي

اسمحي لي، هلّا تفعلي، أن أحبّكِ، أن أرفع روحي

وأطويها في راحتيك المبللّتين عرقا؟

أن أكون طفلا ثانية، أبكي بلا ذريعة،

ثانية، كي أقذف الأحجار على سرب من الطيور.

أن أصبح قصيدة من جديد، في الزاوية الحزينة من حجرتي،

أو، كلّا! أن أهاتفكِ

وأنتِ جالسة هناك بثوب زفافك المبلّل،

-9- الشّاعر السعودي عبدالمجيد الزهراني: المنع من دخول الامارات و الاعتقال بداخل المملكة :

عبد المجيد الزهراني شاعر و كاتب سعودي من مواليد جدّة عرف بقصائده المميّزة و المثيرة للجدل و التي غالبا ما تنتقد الفساد ،انتصب مدافعا شارسا عن هموم شعبه و عرف بجرأته فلقّب بـــ”شاعر الفقراء و المساكين ” .

اعتقلت السلطات السعودية الشّاعر بتاريخ 23فيفري /فبراير 2016 بسبب قصائد تنتقد الفساد المستشري في المملكة و “لتطاوله” على جهاز المباحث العامة (السياسيّة) الذي يتولى اعتقال المعارضين للحكومة ، اذ يقول في احدى قصائده :

“يابلد هذا كلامي واضح وسهل ونظامي.. بلد المليون مُخبر ماقدر يمسك حرامي”.

و يذكر في نفس هذا السياق ان الشاعر قد منع من دخول دولة الامارات العربية المتحدة بسبب قصيدة انتقد فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالإضافة لانتقاده الجارح لبرنامج شاعر المليون الذي يعتبره متاجرة بالشعر .

–10– الشّاعرة الفلسطينية دارين طاطور:الأسر من نصيب من قاوم الاحتلال بالكلمة/الرصاصة:

دارين طاطور شاعرة فلسطينية من الدّاخل ، لها من العمر 36 سنة ، اعتقلتها القوات الصهيونية في اكتوبر/تشرين الاوّل 2016 بسبب منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي ووجّهت لها “تهمة التحريض للعنف بواسطة قصائد ” و في حوار اجري معها تتحدث طاطور عن ملابسات اعتقالها فتقول :“ ما زلت معتقلة رهنَ المحاكمة. كل شيء بدأ منذ جاءوا في الساعة 3:30 فجرًا بيوم 11.10.2015. قوّات كبيرة من الشرطة داهمت بيتنا، وطلبوا من أهلي أن ينادوني، لأنهم جاءوا ليأخذوني. لم يكن معهم أمر اعتقال مما يخالف أبسط القوانين. بعد التحقيق معي، قرّروا محاكمتي، وسَجني لحين انتهاء الاجراءات- أستطيع القول أنّ التحقيق ومجريات المحاكمة كانت مهزلة تُخجل أيّ نظام يدّعي الديمقراطية. في البداية سُجنت لمدّة 3 شهور، نقلوني خلالها بين ثلاثة سجون: الجلمة، الشارون والدامون. لاحقًا، فرضت عليّ المحكمة الإعتقال المنزلي في منطقة تل أبيب. عمليًا تمّ نفيي بعيدًا عن بلدتي. مكثت هناك طيلة 6 شهور، منعوني خلالها من الخروج ومن التواصل عبر الإنترنت طيلة ساعات الليل والنهار. بعد ذلك، وفي أعقاب تصاعد حملة التضامن واستنكار الممارسات غير الديمقراطية بحقّي، حوّلوني للاعتقال المنزلي في بلدتي (الرينة). أيضاً هنا لا يُسمح لي بالخروج سوى 6 ساعات في الأسبوع كما أنهم ثبّتوا في رجلي حلقة إلكترونية لرصْد تحركاتي.“

التحقيقات الصحفيّة ضيّقة مساحاتها كالسجن تماما لهذا فيعسر كثيرا معها و فيها مسح كامل خريطة الوجع الممتد من المحيط الى الخليج و ابعد فهذه الاسماء و التجارب ليست غير قطرة عرق في سجون عربية و اخرى غير عربيّة تعجّ بالشعراء و على سبيل الذكر اسماء اخرى لم يتّسع لهم التحقيق ومنهم الشّاعر ة المصرية فاطمة ناعوت التي حكومت بثلاث سنوات سجن بسبب تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي وصفت فيها عيد الاضحى بالمذبحة سنة 2014 فتم اتّهامها بـــ “ازدراء الأديان ” بالاضافة للشّاعر السعودي خلف المشعان الذي سجن هو الاخر بسبب قصيدة انتقد فيها امورا اداريّة في المملكة ،دون أن ننسى جرحنا العربيّ في الأهواز الذي كان لشعرائه و شعبه نصيب كبير من السجن و القتل و التنكيل لانهم عرب قبل ان يكونوا شعراء و على سبيل الذكر لا الحصر نذكر الشّاعر العربي الاهوازيّ هاشم شعباني الذي اعتقلته السلطات الايرانية في شهر فيفري /فبراير 2011 و حكمت عليه بالاعدام سنة 2012 بتهمة ” المحاربة ” و ” نشر الفساد في الأرض ” و ” تهديد الامن القومي ” ونشر الإشاعات الكاذبة عن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” اعدم شعباني شنقاً صحبة زميله الشاعر العربي الأهوازي هادي رشيدي في 27 من جانفي /يناير 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى