الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

مقتل صحافية في ضربة روسية على مبنى قريب من موقع عسكري في كييف

ارتجف ميخايلو فوفتشينسكي خوفًا حين علم أن موسكو أكّدت الجمعة أنها أطلقت قبل يوم صاروخًا “عالي الدقة” بغية استهداف مصنع عسكري في الجهة المقابلة للمبنى الذي انتقل إليه الشاب البالغ 22 عامًا للتوّ وطاوله صاروخ روسي قرب كييف.

قُتلت صحافية في الانفجار وأُصيب عشرة أشخاص بجروح وتضرر المبنى لدرجة أن فوفتشينسكي أصبح مرغمًا على مغادرته إلى مأوى آخر. وحصل الانفجار أيضًا بالتزامن مع الزيارة الأولى للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لكييف.

وقال فوفتشينسكي الجمعة لوكالة فرانس برس، بعد أن أزال هو وصديقته الأثاث والأشياء التي أحضروها قبل أسبوعين “إذا كان هجوما عالي الدقّة، فإنه أمر مثير للسخرية. إنه غير إنساني”.

وبينما كان يتحدث، كانت الآلات تزيل الأنقاض وفرق الإنقاذ تنظف الزجاج المكسور وتعاين المبنى الذي دمرت واجهته على ثلاثة مستويات بسبب الغارة.

وسحبت فرق الانقاذ من المبنى جثّة في كيس على نقّالة، ونقلتها إلى المشرحة.

وقتلت الصحافية فيرا غيريتش المنتجة في إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي التي تمولها الولايات المتحدة في سقوط صاروخ روسي على المنزل الذي تعيش فيه في كييف، على ما أكدت الإذاعة.

وقال مدير الإذاعة جيمس فلاي في بيان “فقدنا زميلتنا الحبيبة والتي قُدّرت بشكل خاص لاحترافها ولتفانيها في مهمتها”.

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، تُتّهم روسيا بأنها تتعمّد قصف مناطق سكنية، رغم تأكيد موسكو أنها تحرص على عدم إلحاق أذى بالمدنيين.

“الروس لا يخافون شيئًا”

تحدّ الطريق التي تعبر المنطقة المتضررة الخميس، المباني السكنية من جهة، وموقع شركة “آرتم” الذي كان على ما يبدو هدف موسكو من جهة أخرى.

وأشارت روسيا إلى أنها استهدفت ورش عمل هذه الشركة. وبحسب موقع وزارة الدفاع الأوكرانية الإخباري armyinform.com.ua، آرتم هي إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني العام UkrOboronProm وتصنّع صواريخ.

ولم يؤكّد المجمّع على الفور هذه المعلومات لدى الاتصال بإدارته. وتمكّنت وكالة فراس برس من ملاحظة أن بعض مباني المصنع مدمّرة واسودّت بسبب النيران.

وتسبب الانفجار أيضًا بكسر النوافذ وتصدّع الجدران على بعد حوالى مئات الأمتار، ما ألحق أضرارا بالغة بعيادة عامة قريبة.

وقالت نائبة مدير العيادة آنا غروموفيتش لوكالة فرانس برس “أعتقد أن الروس لا يخافون شيئًا، ولا حتّى حكم بقية العالم”.

في الداخل، تضيع ألعاب الأطفال في مشهد تحطمت فيه أبواب وأجزاء من السقف في غرفة الانتظار.

وأنهت ضربة الخميس التي حصلت بعد أقلّ من ساعة على انتهاء مؤتمر صحافي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على بعد بضعة كيلومترات، فترة هادئة نسبيًا عاشتها العاصمة الأوكرانية كييف ومنطقتها التي لم تتعرض لقصف منذ 17 أبريل.

ومنذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي العاصمة في 31 مارس، عادت الحياة الطبيعية إلى المدينة إلى حدّ ما، رغم الحواجز التي لا تزال موجودة على الطرق وصفارات الإنذار وشحّ الوقود.

وجاءت ضربة الخميس لتذكّر بأن الحرب لا تزال جارية.

وقالت ناتاليا كاربينكو (55 عامًا) التي تملك وكالة توظيف وتقيم قرب موقع الانفجار “استهدفت ضربة منطقتنا من قبل، لذلك لم نعد نتوقّع ضربة أخرى. كنّا نقول لأنفسنا +لا نستحمّ مرتين في مياه النهر نفسه+”.

وكان حيّ شيفتشينكيفسكي المجاور قد تعرّض لضربة في 23 مارس أدّت إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح.

ورغم استمرار التهديد، لا تنوي كاربينكو مغادرة أوكرانيا كما فعل أكثر من 5,4 ملايين شخص منذ بداية الغزو في 24 شباط/فبراير.

واضافت “زرعنا أزهارًا قرب منزلنا بالأمس. الحرب هي الحرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى