رأي/ كرونيك

في النقاش بشان الأحزاب عندنا…

حميد باجو
يذهب الكثيرون… الى تبخيس كل عمل حزبي بصفة مطلقة… وانكار اية حاجة لنا بها…
بل ان هناك حملة شبه “ممنهجة” في هذا الاتجاه… تشارك فيها اطراف مختلفة وحتى متناقضة في اهدافها…. لتنفير الناس منها
وهذا ما يمكن ارجاع سببه بدون شك… الى الاحباط الذي اصاب الناس من تجارب بعض هذه الاحزاب ، خاصة الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية…. او ما نطلق عليه الاحزاب “الايديولوجية”….. التي اظهرت تناقضا بين شعاراتها وممارساتها وهي في الحكومة…
ومن بين هؤلاء المبخسين للعمل الحزبي… من يجد في ذلك مبررا لضرب كل عمل سياسي اصلا و نضالي… وتمجيد فقط العمل للمصلحة الفردانية والشخصية .. وثقافة “دبر على راسك”…
ثم هناك .. وان بقي يؤمن بالفعل النضالي… من يرى ان يكون ذاك خارج الاحزاب… وبالعمل مباشرة مع “الجماهير” وبعفوية النضال في الشارع..الخ… ( اطروحة روزا ليكسمبورغ القديمة او التيارات الانارشية)
بطبيعة الحال لا اناقش هنا الفئة الاولى اللامبالية … وهي دائما موجودة في كل المجتمعات وكل العصور…
وانما تهمنا فقط اراء الفئة الثانية..
والسؤال الذي نطرحه… هل سبق وان حصل تغيير في بلد ما في العالم… من دون تاطير حزبي…؟
قد يرد البعض ان يكون ذلك حصل بالفعل مع بعض الانتفاضات الشعبية… غير المؤطرة حزبيا … التي نجحت في الاطاحة بانظمتها… كما حدث مثلا في بعض بلدان اوروبا الشرقية… سابقا..
ولكن الذي وقع ايضا في تلك البلدان.. انه سرعان ما ظهرت الحاجة الملحة للاحزاب… حين طرحت مهمة اعادة بناء تلك البلدان…
او ان الاحزاب كشكل لتدبير الحقل السياسي في اي بلد لا مفر منها..
يبقى اذن… ان المشكل ليس هو في الحاجة الى الاحزاب… في ذاتها هي..
ولكن في اي نوع من هذه الاحزاب نريد…؟؟
وهذا هو بالضبط بيت القصيد …
على هذا المستوى… في تقديرنا ان الحقل السياسي المغربي… كما اراد له “المخزن” ويخطط له من عقود… وخاصة من زمن البصري… هو من ساهم ويساهم بالدرجة الاولى في تمييع العمل الحزبي وتشويهه… حتى لا يبقى هناك من يعارضه.. بارشاء بعضها وافساده من الداخل… او بالتضييق على الاخرى ومحاصرتها…
وهنا تطرح المفارقة علينا…
انه لمواجهة هذا المخزن… يفترض بالضرورة وجود احزاب قوية ومستقلة عليه… حتى تقدر على هزمه…
ولكن في المقابل ان هذا المخزن لا زال يمنع من ظهور احزاب قوية من هذا النوع…!!!
فكيف السبيل اذن الى تجاوز مثل هذه المفارقة العويصة…؟؟
هذه واحدة من الهموم التي نحملها في البديل التقدمي… وتحملها معنا بطبيعة الحال بعض الاحزاب الاخرى الحريصة على استقلاليتها عن المخزن…
فمن قال…؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى