الرئسيةسياسةميديا وإعلام

لوبوان الفرنسية: بينما بلده يعاني أزمة غير مسبوقة سعيد يفتح جبهة مع المغرب يبدو أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر

الملك محمد السادس في خطابه السنوي لعيد العرش بعث رسالة واضحة للعالم مفادها أن قضية الصحراء هي المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الشراكات

قالت  مجلة “لوبوان” الفرنسية،  إن الرئيس التونسي قيس سعيد باستقباله لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي بشكل رسمي في مطار قرطاج، يعني أنه قام بخلق  أزمة في المغرب العربي إلى أجل غير مسمى، وأنه أحدث عقيدة جديدة مقابل العقيدة التي سنها  الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة وعمد جميع أسلاف الرئيس التونسي الحالي، على احترامها والمتمثلة في حيادية تونس في قضية الصجراء.

جاء ذلك، في مقال بالمجلة اختارت له في عنوانه الرئيسي، “تونس تتبارز مع المغرب”، حيث أكد،  إنه في الوقت التي  كانت كل الأنظار تتجه إلى الجزائر العاصمة لمتابعة الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إليها، تغيرت  الأخبار فجأة إلى تونس حيث استدعى المغرب سفيره للتشاور وعلق مشاركته في قمة تيكاد. وقالت  وسائل الإعلام المغربية إن “تونس قيس سعيد ألقت بنفسها بالكامل في أحضان الجزائر”، واعتبرت الخارجية المغربية في بيانها أن تونس قيس سعيد ضاعفت مؤخرًا المواقف والأفعال السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا.

واعتبرت المجلة، في المقال ذاته،أنه وفي الوقت الذي تمر تونس بأزمة اقتصادية غير مسبوقة بحجمها، وفي الوقت الذي يقوده قيس سعيد البلاد  دون ضوابط وتوازنات منذ انقلابه الدستوري في 25 يوليو 2021، يعمد بفتح جبهة مع المغرب التي يظهر أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، في الوقت الذي يدفع قصر قرطاج بأن إبراهيم غالي استقبل في إطار قمة تيكاد، غير أن الحجة لم تقنع أحداً.

المصدر ذاته، أكد  أن  قيس سعيد يعتبر  مقرباً من النظام الجزائري حتى قبل ظهور التوترات بعد انقلابه، لقد  أعادت الجزائر العاصمة فتح الحدود بين البلدين فقط في منتصف يوليوز 2022، بعد  إغلاق أرجعته  رسميًا لأسباب صحية، لقد  تحسنت العلاقات بعد زيارة قيس سعيد للجزائر خلال احتفالات الذكرى الستين لاستقلالها.

وتحدثت “لوبوان” عما اعتبرته بـ“الظل المتزايد” للجزائر على قرطاج، مؤكدة أنه في يوم العشرين من شهر غشت الجاري بعث الملك محمد السادس، في خطابه السنوي لعيد العرش، رسالة واضحة للعالم مفادها أن قضية الصحراء هي المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الشراكات. وتلقت الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وصربيا وهولندا والبرتغال والمجر وقبرص ورومانيا بالفعل التهاني من العاهل المغربي على مواقفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى