الرئسيةسياسة

بنعبدالله: نحن بصدد تحول عددٍ من قوى الرأسمال الصناعية لقوى مالية وظهور أنماطٍ جديدة للإنتاج و هشاشةٍ الرأسمالية وعجزٍه عن مواجهة الأزمات

قال نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن من أبرز سماتِ الوضع الدولي الراهن ما نشهده من بروزٍ لقوى صاعدة؛ وتحولاتٍ في المواقع الجيو استراتيجية، كما أننا يشير بنعبدالله، بصدد تَحَوُّلِ عددٍ من قوى الرأسمال الصناعية إلى قوى مالية، وظهور أنماطٍ جديدة للإنتاج، مع ما يعرفه النموذج الاقتصادي الرأسمالي من هشاشةٍ وعجزٍ عن مواجهة الأزمات، وهو ما يتأكد من خلال سقوط العالم في وضعية التضخم المصحوب بالركود الاقتصادي، وتفاقم الفقر حتى في بلدانٍ غنية. ومن المُـــرَجَّـــحِ أن تتفاقم هذه الأوضاع أكثر.

جاء ذلك، في التقرير الذي قدمه، بنعبدالله أمام اللجنة المركزية لحزبه في دورتها العاشرة، اليوم السبت، حيث أكد، أنه لا يمكنُ لأيِّ تحليلِ أنْ يستقيم دون إثارة الوضع الدولي الراهن، بما يخترقه من تقلباتٍ حادة وعميقة، ومن مخاضٍ قوي. وفي ذلك مؤشراتٌ متناقضة، ولكنها تُنبئ بانبثاق عالمٍ جديد، إذ صار التنافسُ أشدَّ شراسةً حول ريادة العالم، أو حول احتلال موقع الهيمنة، حيث تتواجَهُ وتتصارعُ أقطابٌ متضاربة، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر. وما الحرب الروسية الأوكرانية سوى تَـــجلياًّ لذلك، كما هو الشأن أيضاً بالنسبة للأزمة الناشئة حول تايوان.

في السياق ذاته، اعتبر التقرير، أن هذا الوضع العالمي المضطرب الذي أنتجه الصراع حول النفوذ والهيمنة، هو وضعٌ مفتوح على احتمالاتٍ عدة. وذلك ما يُفسر حالة اللايقين؛ وتزايد بؤر التوتر والنزاعاتُ المسلحة، مع ما يؤدي إليه ذلك من صعوباتٍ في الولوج إلى المواد الأولية والاستهلاكية، وارتفاعٍ غير مسبوق في أسعار الطاقة، واختلالٍ في سلاسل الإنتاج والتوريد. حتى أنَّ العالم صار على مشارف أزمة غذائية عالمية. وذلك ما جعل من رهان السيادة والأمن الاستراتيجي يطفو على السطح بالنسبة لجميع البلدان.

التقرير، أكد أيضا، أنه في نفس الوقت، يتعين أن نسجل تنامي الإقرار، صراحةً أو ضمنيًّا، على الصعيد العالمي، بوجاهة التصورات والحلول التقدمية، ولا سيما منها الأدوار الاستراتيجية للدولة وللمرفق العمومي، والتخطيط الاستراتيجي، وغيرها من الأفكار ذات المنبع الاشتراكي، و في نفس الوقت، ومع تسجيل تفاوتاتٍ في ردود فعل الشعوب إزاء كل هذه التطورات والتحولات، إلاَّ أنه غيرُ خافٍ انبثاقَ جيلٍ جديدٍ من الحركات النضالية عبر العالم، تتخذ طابع حركاتٍ اجتماعية مواطِنة حققت فعليا نجاحاتٍ بعددٍ من البلدان. وهي حركاتٌ تتأسس على قاعدة مطالب وانتظارات تتعلق بالسلم، والإيكولوجيا، والعدالة الاجتماعية، والديموقراطية، والكرامة، والمساواة، وغيرها من المواضيع المتصلة مباشرة بالقيم الإنسانية.

التقرير ذاته، أكد أنه لا بد من التأكيد على أنَّه، في ظل هذه التقلبات الدولية التي انكفأت بسببها معظمُ الدول على ذاتها، ترَاجَعَ، بشكلٍ خطير، الاهتمامُ بالقضايا العادلة للشعوب، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. ذلك أنَّ الشعب الفلسطيني يتعرض يوميا للتقتيل والتهجير والحصار من طرف قوات الاحتلال الصهيونية، دون أيِّ رد فعلٍ من قِبَل المنتظم الدولي. وهو ما يستدعي منا جميعاً، كقوى حية، ومن الضمير العالمي، إعطاءُ دفعة جديدة لكافة أشكال دعم الشعب الفلسطيني في مواجهته الباسلة لغطرسة وعنصرية واعتداءات الكيان الصهيوني المحتل، والذي يحاول استغلال الوضع الدولي الملتبِس من أجل تصفية القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى