تراثنا بكل أشكاله أمانة..الفنانة ثريا الحضراوي الثقافة تتعلم والتفكير يتعلم والعمل السياسي هو أن تعلمهما+ فيديو
قالت المطربة المغربية ثريا الحضراوي: “أي غناء أو أي ثقافة لا تعطى لها الرعاية فانها لا أقول ستختفي، ولكنها ستعيش أياماً صعبة. فتراثنا بكل أشكاله أمانة، لأنه مرآة حياة من سبقونا ويختزل ثقافتنا وإبداعنا. ولا يستقيم إبداع من دون جذور. فلماذا نجحت المجموعات الغنائية مثل (ناس الغيوان) و(جيل جيلالة) و(المشاهب) والطيب الصديقي ولعلج في المسرح؟ لأنهم كانوا متشبعين بالتراث المغربي والعالمي. وكما سمعنا: الثقافة تتعلم والتفكير يتعلم والعمل السياسي هو أن تعلمهما. إذاً مسألة مستقبل الملحون أو غيره من أنواع التراث وعلاقته بالشباب هي مسألة تعلم وتعليم”.
جاء ذلك، في حديث مع عبدالرحيم خضار على موقع “اندبندنت عربية”، حيث أكدت في الحديث ذاته بمناسب صدور ألبومها الجديد “”موشحات”، صحبة الملحن والعازف جان مارك مونتيرا وبدعم من مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي (لوزين)، “ألحان الأغاني التي اشتغلت عليها هي ألحان مشرقية وليست مغربية، كما أن الموسيقى المصاحبة لهذه الأغاني، والتي ينتمي معظمها لعصر النهضة العربية هي ليست مما اعتدنا أن نسمعه من عود وكمان أو قانون. الموسيقى المصاحبة لهذه الأغاني في ألبومي لحنها وعزفها الموسيقي والملحن الفرنسي جان مارك مونتيرا. وهي موسيقى حديثة جداً، تضرب الغنائية وتميل إلى إحداث أصوات ونغمات أخرى”.
وأضافت في الحديث المطول المنشور على “”اندبندنت عربية”، قائلة: “ما كان يمكن أداء هذه الموشحات لولا اطلاعي على التراث الأندلسي المغربي، لأن الشيء الذي أثارني هو أن الموشحات أصلاً جذورها أندلسية، وهي سافرت كثيراً بين المغرب والمشرق العربيين، إذ خرجت إلى الوجود في الأندلس نحو القرن التاسع، أثناء وجود العرب تحت تأثير من بين تأثيرات أخرى لموسيقيين وملحنين كبار قدموا من الشرق ، كسوريا مثلاً، ثم تطورت في الأندلس وهاجرت إلى المغرب العربي، بعد سقوط غرناطة في القرن الخامس عشر (المغرب والجزائر وتونس) لتظهر من جديد في مصر وسوريا في القرن التاسع عشر بألحان أخرى، ولكنها غير بعيدة من حيث المبنى بالموشحات الأندلسية القديمة، هذا الذهاب والإياب بين المشرق والمغرب أثار دهشتي فأردت أنا أيضاً أن أسافر مع هذه الموشحات في رحلة أخرى: أولاً إلى المغرب بصوتي، وثانياً إلى العصر الحالي بالاشتغال مع جان مارك مونتيرا الذي هو موسيقي حداثي بامتياز”.
جدير بالذكر، أنه صدر للمغربية الفنانة ثريا الحضراوي ألبوما جديدا تحت عنوان « موشحات» صحبة الملحن والعازف جان مارك مونتيرا وبدعم من مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي (لوزين)، وتضمن الألبوم 9 قطع غنائية هي : بدت من الخدر ، بالذي أسكر من عذب اللمى ، ملا الكاسات ، فيك ما أرى حسن ، يابعيد الدار ، ياشادي الألحان ، جادك الغيث ،يامن لعبت به الشمول ، وجهك مشرق.
هذا وكانت أحيت الفنانة ”، السبت 25 فبراير الجاري مساء حفلا فنيا لتقديم أغانيها و الإعلان عن إطلاق ألبومها الجديد.، وذلك بالفضاء الفني «لوزين» بالدارالبيضاء.
يشار أيضا، أنه و فضلاً عن الغناء أن ثريا الحضراوي لها كتب باللغة الفرنسية في مجال الرواية وعلم الاجتماع مثل “طفولة مغربية” و”البحث عن صوت” و”دراسات نسائية”، كما أنها عملت في التعليم كمدرسة لمادة الفلسفة بعدما تخرجت من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، واشتغلت في الصحافة في الثمانييات من القرن الماضي، في مجلة «كلمة» التي كان لها تأثيرا كبيرا في المشهد الثقافي المغربي، ولو أن أن التجربة أقبرت ولم تعمر طويلا.