ما عاشه اللاجئون السوريين بلبنان..”النار بالنار” وحين تنجح الأنظمة في تشويه العلاقات بين الشعوب+ فيديوهات
سجل مسلسل، "النار بالنار" منذ حلقاته الأولى تفاعلا واسعا بين متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي من طرف البعض بما قدمه من أحداث تعكس واقع الأزمات الإنسانية والاجتماعية التي يعيشها خاصة السوريون واللبنانيون في بيروت كمحنة اللجوء، وغياب الدولة، واللصوصية، والقهر، وبين من رأى فيه عملا أحادي السرد ينقل معاناة السوريين وآلامهم ويتجاهل مآسي اللبنانيين.
ومن بين أكثر المشاهد التي أثارت الجدل عند متابعي المسلسل كانت المواجهة الحامية التي دارت في الحلقة الخامسة بين كاريس بشار بدور “مريم” وجورج خباز بدور “عزيز” بعد غضب مريم التي استاءت جدا من لافتة رفعها عزيز في الشارع كتب عليها “يمنع تجوال السوريون بعد الساعة الثامنة مساء” لتقوم الممثلة بالتعليق ” بتنكتب سوريين مو سوريون يا مثقف يا فينيقي”.
وتحول هذا المشهد بسرعة إلى محل نقاش على العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، إذ رأى الكثيرون “أنه عالج موضوع العنصرية التي يتعرض لها البعض”، فيما أشاد الكثيرون بالأداء المميز لكاريس بشار وجورج خباز في هذا المشهد.
ووفقا لمتابعة من طرف الجزيرة، نقلت عن أنس عبد الرحمن استنادا لمنشور له على فيسبوك فان المسلسل “يفتح الباب بكل هدوء وحزن على مرحلة من العنصرية والكراهية التحريضية التي عاشها السوري في تغريبته القسرية، وتحديدا في لبنان”.
واضاف”شخصياته السورية اللبنانية منسجمة، وتركيبته ونسيجه من دون تنافر، وحواراته صادمة، صداقة تطرح للمرة الأولى في علاقة الأشقاء الأعداء، سوريين ولبنانيين”.
واعتبرت “الجزيرة” في حديثها عن المسلسل، أن مشهد محور الصراع بين عزيز ومريم ومن خلفهما ما يرى الكاتب أنه ذريعة بعض اللبنانيين لممارسة العنصرية ضد اللاجئين السوريين، صراع وذريعة يعودان بجذورهما إلى الحرب الأهلية اللبنانية.
وتابعت، أنه مشهد من مشاهد عدة حاول العمل التلفزيوني من خلالها الكشف عن الآثار التي خلفتها الصراعات والتوترات السياسية بين نظامي البلدين على العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين أبناء الشعبين حتى بعد مضي 17 عاما على انسحاب الجيش السوري من الأراضي اللبنانية.
ووفقاً لما ذكره موقع “العربي الجديد” فإن المسلسل يحمل في طياته الكثير من الأسرار الجريئة والحقيقية، تجمع ما بين السوريين واللبنانيين في زمن الحرب واللجوء إلى لبنان في أعقاب الثورة السورية التي بدأت في 2011.
واستنادا للموقع ذاته، فإنّ قصة مسلسل النار بالنار يروي بشكل أساسي قصة تاجر عملة سورية يقيم في لبنان، ويعرج للحديث على الأحداث التي عاشها اللاجئون السوريون في لبنان، وعلى رأسها العنصرية المبالغ بها التي تعرضوا لها هناك.
بالإضافة إلى ذلك، يناقش مسلسل النار بالنار أيضاً بعض الأعمال التجارية غير المشروعة التي قام بها البعض هناك، إضافة إلى قصص حبّ يعيشها السوريون هناك تجعل من العمل مشوقاً لمشاهدته.
يشار في هذا الصدد، أنَّ مسلسل النار بالنار هو أحد أبرز الأعمال السورية-اللبنانية المشتركة التي تعرض خلال موسم رمضان 2023، سيما أنه بات أحد أكثر المسلسلات الرمضانية تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب قصته الواقعية التي تتحدث عن اللاجئين السوريين في لبنان.
