مرت أكثر من سنة على إطلاق رئيسة حركة مغرب البيئة 2050، سليمة بلمقدم المهندسة المنظرية التي تتنفس النضال من أجل بيئة صحية وسليمة، لحملة أوقفوا غرس النخيل نريد التشجير، هذه الحملة التي لم تتلق بعد أي تفاعل من طرف الجهات المعنية في وقت تتزايد فيه وبشكل معدي عملية غرس النخيل بالمدن المغربية دون عن التشجير.
طالبت بلمقدم في عدة مناسبات ومن خلال عريضة أصدرتها منذ شتنبر 2022، بإيقاف التهيئة السوقية والغرس العشوائي للنخيل، موضحة أن لوطننا المغرب جغرافية رائعة وثرات إيكولوجي ساحر وغني ومن الواجب تنزيل وتفعيل المواثيق الحضرية المنظرية والعمرانية التي يجب ان تتواجد بكل مدينة.
و قالت سليمة بالمقدم في تصريح ل”دابا بريس”، إن إصرار مسيري الشأن العام على عملية التنخيل هو هوس بالأنا الأعلى أو بالتهيئة الميركنتيلية، وأكدت أنه سلوك لا مسؤول، بل وجريمة ضد البيئة وضد جمالية المدن، كما أوضحت المهندسة المنظرية ل”دابا بريس”، أن النخلة المغروسة بغير مجالها تتعذب ولا تكون بصحة جيدة وتنتهي بالموت، مضيفة أنها لا تمد بالظل اللازم الا إذا كانت على شكل مجموعة، وليس لها نفس نسبة الخدمات الايكولوجية التي تمدها الشجرة مثل امتصاص ثاني اكسيد الكربون، والحماية من انجراف التربة.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن المغرب يحتل الرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط، وبالتالي هو ليس وطن للنخيل بكل ترابه، و أن نخيل التمور الشامخة يتوقف مستواه البيو مناخي بمراكش شمالا وفكيك شرقا.
في السياق نفسه، أضافت المهندسة المنظرية أن إدخال النوع الأمريكي أي نخيل واشنطونيا وبريتكارديا، وغرسه بين نخيل التمور الشامخة بمراكش خصوصا، هو تشويه وانتهاك للحقوق المنظر الطبيعي الاصلي لهذه المدينة، كما أشارت إلى أن غرس النخيل في المدن الأخرى كطنجة، الدار البيضاء، الرباط، العرائش، القنيطرة، فاس، مكناس،ازرو… و أكادير التي استسلمت المسكينة حسب تعبير رئيسة حركة مغرب البيئة 2050، لتخريب هويتها المنظرية والايكولوجية، مؤكدة أسفها لتغييب الضمير المهني والوطني وانعدام الإنصات للكفاءات المتخصصة في الميدان على حد قولها.
جدير بالذكر، أن عريضة سليمة بلمقدم لإنقاذ المدن من التنخيل و تعويضها بالتشجير، موجودة على موقع أفاز ولقيت تجاوب العديد من المؤازرين والمؤازرات للبيئة، في انتظار تفاعل مدبري الشأن العام مع مطلب التشجير و غرس أنواع أخرى للأشجار لعلها تمتص ولو نسبة من التلوث الذي نسببه يوميا، وحتى تتمتع ساكنة المدن المغربية من أَظلالٌ و الخدمات الايكولوجية الأساسية.