الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

“صمت الحملان” فلم امتد تأثير حكايته إلى الحياة الشخصية لبطله أنتوني هوبكنز + فيديو وصور

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم

كوكاس
بقلم عبدالعزيز كوكاس

 

 

“صمت الحملان” مبهج وملغز، لكنه فلم شرير أيضا يعكس قمة العنف النفسي تكون فيه المرأة بطلة وليست ضحية، مطاردة وليست مطارَدة.

يحتوي الفيلم على شخصيتين معقدتين: الطبيب النفسي الدكتور هانيبال ليكتر والعميلة المتدربة الشابة في مكتب التحقيقات الفيدرالي كلاريس ستارلينج التي تم اختيارها من طرف رئيسها جاك كروفورد (سكوت جلين) لمهمة خاصة: العثور على قاتل متسلسل معروف بميله لتعذيب وقتل الشابات السمراوات الضخمات ويفعل شيئا فظيعا بجلدهن يُدعى “بافالو بيل”. كلاهما يعيش ظروفا قاسية:

ليكتر منبوذ لأنه قاتل متسلسل وآكل لحوم البشر؛ وكلاريس منبوذة وسط مهنة إنفاذ القانون، لأنها امرأة. وكلاهما يشعر بالعجز؛ ليكتر، لأنه محبوس ومقيد ومكمم في سجن شديد الحراسة، وكلاريس لأنها محاطة برجال ينظرون إليها باستصغار ويحومون حولها، ويخترقونها بأعينهم.

كلاهما أيضا يشتركان في طفولة جريحة؛ فقدت كلاريس والديها في سن مبكر، لتصبح يتيمة، فقيرة ومحرومة، كابدت للوصول إلى مكانها، ولديها ثقة بالنفس أقل مما تحاول أن تتظاهر به.

كما كان ليكتر نفسه ضحية لإساءة المعاملة في طفولته. كموح كلاريس لفرض نفسها سيدفعها إلى عقد اتفاق ملغز مع ليكتر، يقضي بأن تكشف له معلوماتها الشخصية في مقابل ما اعتقدته استغلال خبراته الإجرامية للوصول إلى القاتل.. لم تكن العميلة المتدربة أنها ستقع في الفخ، حيث نجح الطبيب النفسي في اختراقها من خلف القضبان الفولاذية والزجاج المضاد للرصاص؛ وسط أجواء من الصمت الساحر، لتتغلب براعة ليكتر الشيطانية في النهاية؛ وذلك بدعم من الجراحة السينمائية الرائعة التي صورت جمجمته ملتوية، وبتثبيت الكاميرا بإحكام على المنطقة الصغيرة من حاجبيه إلى ذقنه المدببة، وآذانه المنتفخة، ثم اللقطات المقرّبة لوجهه المسطح الأملس كأفعى أكثر سما من زواحف الصحراء؛ مما جعل أداء هوبكنز يبدو مخيفا بشكل مذهل.


يشك المحقق الفدرالي كروفورد أن الطبيب النفسي المختل عقليا ليكتر، الذي ساعد في حبسه مدى الحياة في مستشفى للمجانين، سيكون مهتمًا كثيرًا بمساعدته. فقرر استخدام المتدربة الشابة كطعم وكإغراء وإرسالها إلى ليكتر معتقدا أن الدكتور الذي يشك في كونه القاتل إذا فتن بكلاريس فلن يكون قادرًا على مقاومة لعب دور المحلل كلي العلم، وإذا كانت كلاريس محظوظة حقًا، فقد يخبرها ليكتر بما يجب أن تفعله.

يجعل الفلم كلاريس أكثر مركزية – وأكثر عزلة – مما كانت عليه في الرواية. بينما تلعب فوستر دورها، فهي بعيدة بطريقة تشير إلى شيء أكثر تعقيدًا من محاولة المبتدئ اتخاذ موقف احترافي، يبرز من خلال التوتر الذي يبرز في وجه كلاريس، معاناتها المركزة ليس فقط للحصول على المعلومات التي تحتاجها من ليكتر، ولكن أيضا لتجنب غوايته وسحره للحفاظ على انفصالها عنه.

يتحول فيلم The Silence of the Lambs بشكل مثير للدهشة، ذهابًا وإيابًا من الخيال الروائي والدراما البوليسية. كما في عثور كلاريس على علمين مخفيين بجانب البنادق الصدئة، ودمى صانعي الملابس، والرأس المقطوع الذي تم الاحتفاظ به في جرة… تقوم كل من القصص البوليسية والتحليل النفسي بالتحقيق في صدمات الماضي. في فلم “صمت الحملان” يتم خلط الاثنين (بحث كلاريس عن بافالو بيل وتحليل ليكتر غير التقليدي لنفسية كلاريس) مع خلفية من المباني الحكومية ومزارع الدجاج والمطارات المنعزلة حيث يتجول الجميع في حيرة من أمرهم – كما لو أنهم لاحظوا للتو أنهم خسروا كل شيء.

يبدو هوبكنز في مشاهد مروعة وهو ياكل لحم البشر مثل كانيبال، إنه يفعل ذلك بقسوة ووحشية، وانغمس الممثل في المشهد بشكل مروع وبارع جدا لكن كان سبب في تدمير حياة الممثل الشهير، فقد كشفت مارثا ستيوارت سبب انفصالها عن النجم البريطاني أنتوني هوبكنز، قائلة “تركته لأنني لم أستطع الفصل بينه وبين هانيبال ليكتر الذي يأكل البشر في الفيلم وأضافت سيدة الأعمال والإعلامية الأميركية الشهيرة، البالغة من العمر 80 عاما: “أسكن في منزل كبير ومخيف، يقف وحيدا على مساحة 100 فدان في غابات ولاية ماين، ولم أستطع أن أتخيل نفسي هناك بمفردي بصحبة هوبكنز بعد أن أصبحت أفكر فيه كرجل يأكل لحوم البشر”.. ليس هذا فقط فقد كشفت النجمة جودي فوستر التي قامت بدور البطولة معه أنها توقفت تماما عن التحدث إليه، بعد أن أصبحت “مرعوبة منه”.

الحلقة القادمة:  فلم كودا الحائز على ثلاث جوائز أوسكار بعمق فكري وسناريو مشوق وأداء مبهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى