الرئسيةسياسةمجتمع

فيما يشبه الاستباق للأسوأ..المغرب يبادر لبناء نفق مائي تحت الأرض يربط بين حوض نهر سبو وأبي رقراق

فيما يشبة استباقا للأسوأ، بادر المغرب ببناء نفق مائي تحت الأرض، يربط بين حوض نهر سبو شمالا ونهر أبي رقراق وسط البلاد، لتأمين مياه الشرب، لسكان العاصمة الرباط والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، المقدر عددهم بعشرة ملايين نسمة.

هذه المنطقة التي بها كثافة سكانية بسبب الأنشطة الاقتصادية والتجارية والصناعية والإدارية والمالية المختلفة، وتشمل نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي، ويُتوقع أن يقيم قرابة 40 في المئة من سكان المغرب على الشريط البحري بين طنجة وجنوب الدار البيضاء على مسافة تمتد نحو 400 كلم قبل نهاية العقد الحالي، مما سيزيد الضغط على الموارد المائية والطبيعية وتحديات الانتاج الغذائي والعمراني.

ويأتي هذا المشروع، حسب بلاغ سابق للحكومة، بعدما حرى إطلاق مشروع ربط حوض سبو وحوض أبي رقراق في نونبر 2022، بهدف تأمين تزويد المياه الصالحة للشرب لمحور الرباط-الدار البيضاء وكذا مراكش بطريقة غير مباشرة، من خلال تجهيز 66.5 كيلومترات من أنابيب النقل الفولاذية وإنشاء محطتي ضخ.

وبغاية إنجاز هذا المشروع جرى اقتناء أنابيب فولاذية بقطر 3200 ميلمتر اللازمة لنقل المياه عبر المسافة سالفة الذكر من تركيا، غير أن عمليات الاستيراد المنجزة سابقا من تركيا والمعفاة من رسم الاستيراد عرفت اضطرابا كبيرا جراء تداعيات الزلزال الذي تعرضت له هذه الدولة أصبح الفاعلون الاقتصاديون ملزمين باستيراد هذه الأنابيب من مصادر أخرى تخضع لرسم الاستيراد بنسبة 40 في المائة.

وكان قال في وقت سابق، وزير التجهيز والماء، نزار بركة بمجلس النواب، أنه من المتوقع أن يبدأ مشروع الربط بين حوض سبو وأبي رقراق بتوفير صبيب مائي يقدر بـ6 أمتار مكعبة في الثانية كمرحلة أولى، وذلك في غضون الصيف الجاري.

وأوضح بركة في معرض جوابه عن سؤال محوري خلال جلسة الأسئلة الشفوية حول تقدم أشغال الربط بمياه الشرب بين الأحواض المائية، قدّمه نيابة عنه وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل، أن وزارة التجهيز والماء، أطلقت في دجنبر 2022 إنجاز مشروع الشطر الاستعجالي للربط البيني بين حوضي سبو وأبي رقراق ومن سد المنع سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله عبر 66.7 كلم من القنوات وبصبيب 15 متر مكعب في الثانية تبلغ تكلفته 6 ملايير درهم.

ولفت الوزير إلى أنه يتم العمل على تسريع إنجاز هذا المشروع الضخم في إطار الجدول الزمني المحدد كما أن الأشغال “في تقدم مستمر”، مشددا على أن توجيهات الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية لمجلس النواب، تعد خريطة طريق لمواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية من خلال تسريع إنجاز المشاريع التي يتضمنها البرنامج الأولوي للماء 2020 – 2027، إلى جانب مشاريع إنجاز شبكات الربط المائي البيني.

في هذا الإطار، أكد الوزير أن مشروع الربط المائي البيني من الأحواض الشمالية إلى الجنوبية سيُمكن من الحد من ضياع المياه إلى البحر، مشيرا إلى أنه رغم سنوات الجفاف المتتالية تم ضياع ما يقارب 2,8 مليار متر مكعب بين سنتي 2019 و2022.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى