محمد الجبيب طالب يكتب: «ملاحظات سريعة حول رواية “بيضة العقر” لمحمد الهجابي
رغم أن الكاتب والباحث والفاعل السياسي اليساري، محمد الجبيب طالب، يمر بأوضاع صحية صعبة، فإن غريزة التفكير والكتابة والمتابعة لا تغادره، “دابا بريس” تنشر هذه الملاحظات السريعة التي كتبها محمد الجبيب، حول رواية الكاتب والأديب محمد الهجابي، “بيضة العقر”، متمنية له الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية وطول العمر.
في وضعي الحالي، لاشك لدي أني أقرأ ببطء شديد. ويسعدني أني أتممت قراءة “بيضة العقر”؛ وهي تقدم صورة حية عن حياة مناضلي اليسار في حينها. ولقد لفت انتباهي الملاحظات التالية :
فضاء الرواية، وهو في ثلاثة مجالات:
– المقاهي، وهي أمكنة المواعيد واللقاءات..
– والعلاقات الغرامية البادئة وحتى المتغيرة..
– والتخمرات السياسية والفكرية مع المواكبة المنغمسة في الحركية الطلابية. وهذه الأخيرة تشكل صلب الوجود الأنتولوجي للأسماء الواردة في الرواية.
وتعكس المجالات الثلاثة بأمانة الطبيعة الشبيبية لليسار آنذاك، فلا ننسى أن أغلب الأطر لم يكن قد تزوج رسميا بعد. وتكاد تكون شخصية الهلالي النموذج الوجودي لأغلب الأطر.
ولقد أثارتني الآراء والتقييمات الفكرية والسياسية الواردة تعليقا من هذا أو ذاك على أحداث أو موقف أو تحليل رسمي صادر عن المنظمة؛ وهي آراء ثمينة وذكية ترسم في الحقيقة أسئلة التكيف والانتقال من أيديولوجية يسارية إلى أخرى ديمقراطية وأكثر واقعية.
وفي الجملة، فالسردية بأكملها تكاد تكون تأريخا حيا لتجربة تيار يساري في مرحلته التأسيسية، بأسلوب رشيق وبراعة في توصيف الزمكان والأشخاص وحركاتهم العفوية الدالة على ما يمور في دواخلهم.
وبوركت رفيقي العزيز بدوام عطاءاتك الجميلة.
محمد الحبيب طالب، في 03 يوليوز 2023»