
اعتبرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أن هذه التصريحات الذي ادلى بها الرئيس الأمريكي ترامب، سقوط أخلاقي وقانوني مدو، وتعبير عن انحياز أمريكي مطلق للكيان الصهيوني، وفصل آخر من فصول الشراكة الفعلية الكاملة في العدوان على غزة وفلسطين، وخرق للقانون الدولي واعتداء على المنظمات الأممية، التي تعمل الإدارة الأمريكية على تجاوزها وتحديها بإصدار قرارات لمعاقبتها كما وقع مع الجنائية الدولية، والأونروا، ومنظمة الصحة العالمية.
جاء ذلك في بلاغ للهيئة، حيث أكدت فيه أنها تابعت بقلق بالغ تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه وشراء غزة، بل وتحويلها إلى جحيم، تلكم التصريحات التي خلفت ردود فعل دولية وعربية مستنكرة ومستهجنة، داعية لجعل يوم الجمعة القادم 14 فبراير، يوم غضب على تصريحات الإدارة الامريكية، ونصرة لفلسطين والقدس ضد التهجير والإبادة الجماعية.
واستنادا للبلاغ، وجهت الهيئة دعوة إلى شعوب العالم الحر وكل أحراره وشرفائه والمسلمين في العالم للتصدي لمثل هذه التصريحات، التي تعكس بلطجة سياسية واقتصادية وعسكرية غير مسبوقة، إلا في العهد النازي، مؤكدة على دعمها ومساندتها لأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة الصامدة، وتأييدها لخيار المقاومة ونهجها.
كما طالبت السلطات المغربية بإنهاء كافة أشكال التطبيع، واتخاذ موقف صارم وحاسم ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها، خاصة في ظل التسريبات الإعلامية التي تشير إلى احتمال ترشيح المغرب كوجهة لاستقبال الفلسطينيين المهجّرين، موجهة في الان ذاته، نداءً إلى الدول العربية والإسلامية باتخاذ مواقف شجاعة وفعّالة تعكس إرادة شعوبها وتحفظ أمنها واستقرارها، من خلال إسقاط مسارات التطبيع، ووقف كافة مبادرات التسوية السلمية، والتراجع عن اتفاقيات السلام الموقعة، بالإضافة إلى الإعلان الصريح عن دعم المقاومة وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة.
ودعت الهيئة عقلاء أمريكا للضغط على ترامب وإدارته للتراجع عن مثل هذه التصريحات والسياسات العنصرية والعدوانية ومراجعتها بما يخدم مصالح واستقرار أمريكا والعالم، مع دعوتها الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف شجاعة وعملية بما يناسب إرادة شعوبها وحفظ أمنها واستقرارها، وإسقاط مسلسلات التطبيع، وإيقاف كافة مبادرات التسوية السلمية، والتراجع عن اتفاقيات السلام الموقعة، والإعلان الصريح عن دعم المقاومة، وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة.
وأعربت الهيئة عن إدانتنا الشديدة لهذه التصريحات العنصرية غير المسؤولة وغير المسبوقة، التي تحرض على التطهير العرقي وتخالف كافة مقتضيات القانون الدولي والاتفاقات والمعاهدات الدولية، وتتنافى مع المعايير الأخلاقية والإنسانية. كما تهدد السلم والأمن الدوليين، وتحذر من عواقب هذه التصريحات على الواقع السياسي والميداني، كونها تشكل غطاءً ومبرراً للكيان الصهيوني وآلته العسكرية الهمجية وحكومته.
هذا، ووصفت تصريحات “إنها خطيرة واستفزازية وغير قانونية، ولا تكترث باحتياجات الفلسطينيين، وإذا كان على سكان غزة الانتقال إلى أي مكان فسيكون ذلك إلى قراهم في إسرائيل التي طُردوا منها عام 1948 .”
و بهكذا وصف رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي تصريحات ترامب التي أثارت غضبا عارما في أوساط الفلسطينيين والعرب الأميركيين، بمن في ذلك من دعموا الرئيس الأميركي سابقا.
وفي أعقاب تصريحات ترامب “الصادمة” غيرت مجموعة كانت تدعمه في الانتخابات اسمها من “عرب أميركيون من أجل ترامب” إلى “عرب أميركيون من أجل السلام”، في إشارة إلى رفضهم القاطع مقترح ترامب، وفق التقرير.
ولفت التقرير إلى أن ترامب كان قد استغل استياء المجتمعات العربية والمسلمة من سياسات الرئيس السابق جو بايدن تجاه غزة، وأدى ذلك إلى تمتع الرئيس الحالي بشعبية كبيرة في بعض المجتمعات أثناء الانتخابات.
وأشار كذلك إلى الاحتجاجات الواسعة ضد بايدن، إذ حرمته حملة ” غير ملزم ” من أكثر من 700 ألف صوت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، في محاولة للضغط عليه لإحداث تغيير في سياسته.
أدانت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب -العضوة الأميركية الفلسطينية الوحيدة في الكونغريس– تصريحات ترامب، مؤكدة أن “الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان”، واتهمت كلا الحزبين بالسماح باستمرار العنف ضد الفلسطينيين.
وألقى وائل الزيات الرئيس التنفيذي لمنظمة “إمغيج يو إس إيه” المناصرة للمسلمين الأميركيين باللوم على سياسات بايدن، وعدّها سببا جذريا للمشكلة.
وأورد التقرير تعليق الزيات الساخر بأن “السبب في تفكير ترامب بتحويل أنقاض غزة إلى شقق فاخرة على طراز ميامي -والتي قد يستفيد منها صهره جاريد كوشستر– هو أنه زود الإسرائيليين بالقنابل”.