الرئسيةرياضة

الركراكي يتسلح بإنجاز المونديال في صراعه مع بن شيخة وسيسيه على جائزة ‏أفضل مدرب إفريقي

د ب أ/ على الورق يبدو وليد الركراكي، المدير ‏الفني للمنتخب المغربي هو الأقرب للتتويج بجائزة أفضل مدرب في أفريقيا خلال ‏حفل ‏توزيع جوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الذي يقام الاثنين ‏في ‏مدينة مراكش، لكن ذلك لا يقلل مطلقا من إنجازات منافسيه على ‏الجائزة، الجزائري عبدالحق بن شيخة‏ والسنغالي أليو سيسيه.‏

وسجل الركراكي إنجازا تاريخيا مع المنتخب المغربي بحصول أسود الأطلس على ‏المركز الرابع في مونديال قطر 2022، في إنجاز غير مسبوق للكرة العربية ‏والأفريقية في الوقت الذي قاد فيه بن شيخة فريقه اتحاد الجزائر للقبي كأس ‏الكونفيدرالية وكأس السوبر الأفريقي، كما فاز سيسيه بلقب كأس أمم أفريقيا مع ‏منتخب السنغال، في موسم استثنائي للمدربين الثلاثة.‏

وكانت بداية مسيرة الركراكي مع المنتخب المغربي وليدة الصدفة، بعد الإقالة ‏المفاجئة للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش في غشت 2022، أي ‏قبل أقل من ثلاثة أشهر من المونديال.‏

ولاقى تعيين الركراكي في منصب المدير الفني للمنتخب المغربي، عاصفة من ‏الاستهجان في الأوساط الكروية المحلية، وبدأ الحديث يدور حول فشل المشروع ‏المغربي في كأس العالم، من قبل أن يبدأ.‏

واستهل الركراكي مشواره مع أسود الأطلس بالفوز وديا على مدغشقر بهدف دون ‏رد، في إطار الاستعدادات لخوض غمار المونديال ضمن المجموعة الصعبة ‏التي ضمت إلى جواره كرواتيا وبلجيكا وكندا.‏

وصبت الترشحيات قبل انطلاق البطولة لصالح تأهل كرواتيا وبلجيكا إلى الأدوار ‏الإقصائية، لكن منتخب المغرب كان له رأيا مغايرا، حيث استهل مشواره في ‏المونديال بتعادل سلبي وأداء مشرف أمام كرواتيا، ثم أتبع ذلك بفوز تاريخي ‏مفاجئ على منتخب بلجيكا، الذي كان يحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي ‏آنذاك، بهدفين دون رد، قبل أن يختتم مشواره بالفوز على كندا بهدفين مقابل ‏هدف.‏

وقاد الركراكي المنتخب المغربي لبلوغ الأدوار الإقصائية في المونديال للمرة الأولى ‏منذ عام 1986 في إنجاز لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه.‏

وصعدت المغرب لملاقاة الماتادور الإسباني في دور الستة عشر وبدأ الحديث ‏يدور عن الاكتفاء بالأداء المشرف وأن ما تحقق حينذاك يعتبر إنجازا بكل ‏معنى الكلمة، لكن طموح الأسود كان أكبر من كل شيء، حيث فرض الفريق ‏بقيادة حارس مرماه المبهر ياسين بونو التعادل السلبي على الإسبان في الوقتين ‏الأصلي والإضافي للمباراة، قبل حسم الفوز عبر ركلات الجزاء الترجيحية 3 ‏‏/صفر.‏

وفي دور الثمانية حقق المنتخب المغربي انتصارا للتاريخ على المنتخب البرتغالي ‏بقيادة نجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو، بهدف سجله يوسف النصيري ليصبح ‏أول فريق عربي وأفريقي يبلغ المربع الذهبي، لكن الحلم المغربي توقف على يد ‏منتخب فرنسا الفائز بنسخة 2018 لكأس العالم، حيث خسر الأسود أمام الديوك ‏بهدفين دون رد بعد أداء بطولي، قبل خسارة المغرب أمام كرواتيا في مباراة تحديد ‏المركز الثالث بهدفين مقابل هدف.‏

وبدأ الركراكي (48 عاما) الظهير الأيمن السابق لمنتخب المغرب، مسيرته ‏التدريبية من خلال توليه منصب المدرب المساعد للمنتخب المغربي، ثم انتقل ‏لتدريب الفتح الرياضي في موسم 2014 /2015 وفاز معه بلقب كأس العرش ‏المغربي، وحصل على لقب أفضل مدرب في ذلك الموسم، واستمر مع الفريق ‏حتى مطلع عام 2020 قبل رحيله بالتراضي.‏

وانتقل الركراكي في صيف 2021 لتدريب الوداد وفاز معه بلقب الدوري المغربي ‏في العام التالي مباشرة، وأتبع ذلك بقيادة فريقه للقبه الثالث في دوري أبطال ‏أفريقيا بالفوز على الأهلي المصري في النهائي، ليصبح ثاني مدرب مغربي في ‏التاريخ يتوج باللقب القاري بعد الحسين عموتة الذي حصد اللقب مع الوداد أيضا ‏في 2017.‏

وترشح الركراكي لجائزة أفضل مدرب في العالم في 2022 بعد أدائه المذهل مع ‏الوداد، قبل انطلاق رحلته التاريخية مع المنتخب الوطني.‏

ويبقى الجزائري عبد الحق بن شيخة المدرب السابق لاتحاد الجزائر والحالي ‏لسيمبا التنزاني مرشحا بقوة لجائزة أفضل مدرب في أفريقيا.‏

وحقق بن شيخة إنجازا تاريخيا مع اتحاد الجزائر بقيادته للقب كأس الكونفيدرالية ‏للمرة الأولى في تاريخ النادي، بالفوز على يانج أفريكانز التنزاني في النهائي، ‏واتبع ذلك بالحصول على لقب كأس السوبر الأفريقي للمرة الأولى في تاريخ ‏الفريق، بعد الفوز على الأهلي المصري بهدف.‏

وسجل بن شيخة إنجازا فريدا تمثل في الفوز بلقب كأس السوبر الأفريقي مرتين ‏متتاليتين ومع فريقين مختلفين، بعدما قاد نهضة بركان المغربي للقب في 2022.‏

وتضمنت المسيرة التدريبية لبن شيخة الفوز مع شباب بلوزداد بلقب الدوري ‏الجزائري مرتين متتاليتين في موسمي 1999 2000/ و2000 /2001 في ‏منصب المدرب المساعد وفاز مع الأفريقي بلقب الدوري التونسي ولقب كأس ‏شمال أفريقيا في 2008 ثم فاز مع فريق الدفاع الحسني الجديدي بلقب كأس ‏العرش المغربي في 2013 ، بالإضافة إلى فوزه مع أم صلال بلقب دوري ‏الدرجة الثانية القطري في موسم 2005 /2006 ليصعد به إلى دوري الأضواء.‏

وفرض أليو سيسيه نفسه بقوة على القائمة النهائية للمرشحين لجائزة أفضل مدرب ‏في أفريقيا لعام 2023 بعد قيادة المنتخب السنغالي لبلوغ الأدوار الإقصائية ‏لكأس العالم.‏

واستهل منتخب السنغال مشواره في مونديال قطر بالخسارة على يد هولندا صفر/2 لكنه استعاد إتزانه سريعا وحقق انتصارين متتاليين على حساب قطر 3-1 ‏ثم الإكوادور 2-1 ليصعد إلى دور الستة عشر، لكن مسيرته انتهت بالخسارة ‏على يد إنجلترا صفر/ 3.‏

وقاد سيسيه المنتخب السنغالي للفوز بلقبه الأول في كأس أمم أفريقيا في 2021 ‏بتغلبه على نظيره المصري بركلات الترجيح في المباراة النهائية للنسخة الثالثة ‏والثلاثين من البطولة. … وذلك بعد عامين فقط من الحصول على المركز الثاني ‏في نسخة 2019 من ‏البطولة القارية، بالخسارة أمام الجزائر.

وتضمنت المسيرة الاستثنائية لسيسيه مع منتخب بلاده، بلوغ كأس العالم مرتين ‏متتاليتين في 2018 و2022 بجانب تصدر المجموعة الثانية عشرة من ‏التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار، بعد تحقيق أربعة انتصارات ‏مقابل تعادلين وبسجل خال من الهزائم.‏

‏واستحق سيسيه الحصول على جائزة أفضل مدرب في القارة الأفريقية في ‏‏2022 كما ينافس بقوة على الجائزة للعام الثاني على التوالي.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى