غزة باتت مقبرة حقيقية للصحافيين
كان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أعلن في 27 يناير الجاري ارتفاع القتلى الصحفيين بالقطاع إلى 120 بمقتل إياد الرواغ، مقدم البرامج في إذاعة "صوت الأقصى" بقصف إسرائيلي.
و أعلن المكتب صباح اليوم الاثنين، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية حربه على القطاع في 7 أكتوبر 2023 إلى 122 صحفيا.
وأضاف أن هذا الارتفاع جاء بعد “ارتقاء الصحافيين عصام اللولو، المذيع ومقدم البرامج في تلفزيون فلسطين، ومحمد عبد الفتاح عطاالله الصحفي في مؤسسة الرسالة للإعلام، جراء الاستهداف والقصف المتواصل من طائرات الاحتلال على منازل المواطنين الآمنين بمحافظات قطاع غزة”.
و تحول بذلكن قطاع غزة الفلسطيني إلى «أكبر مقبرة للصحافيين»، وفق ما ذكرت منظمات دولية عملت على توثيق وقائع قتل الصحافيين والإعلاميين في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في7 أكتوبر الماضي، على غزة.
أفادت المحكمة الجنائية الدولية أنها، خلال الأسبوع الماضي، بأنها تحقق في جرائم محتملة بحق صحافيين في العدوان الاسرائيلي على غزة.
منظمة «مراسلون بلا حدود» أعلنت في نوفمبر الماضي، أنها تقدّمت بشكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية ومقرها في لاهاي. تطرقت فيها إلى «جرائم حرب على خلفية مقتل صحافيين إبان تغطيتهم الإعلامية للنزاع»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
منظمة «مراسلون بلا حدود»، ذكرت، الشهر الماضي، أن «قطاع غزة هو مقبرة الصحافيين، حيث تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي خنق عملهم وقتلهم، وممارسة مختلف الطرق لإعاقتهم في الميدان، وتقطع الإنترنت عنهم، وترسل رسائل التهديدات لهم، وتمنع الصحافيين الأجانب من الدخول إلى القطاع». وبالفعل رصد «الاتحاد الدولي للصحافيين» (IFJ) في تقريره الصادر يوم 31 ديسمبر الماضي «مقتل 120 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، من بينهم 11 امرأة في عام 2023، على مستوى العالم».
فيما رصد «الاتحاد» مقتل 75 فلسطينياً، و4 إسرائيليين، و3 لبنانيين نتيجة الحرب في غزة، كما قُتل 3 إعلاميين في سوريا. وفي تقرير آخر لـ«الاتحاد» بتاريخ 24 يناير الجاري، رفع العدد إلى 90 صحافياً فلسطينياً. وفي حين وثّقت «لجنة حماية الصحافيين»، ومقرها نيويورك، مقتل 83 صحافياً وإعلامياً على الأقل، بينهم 76 فلسطينياً، و4 إسرائيليين، و3 لبنانيين، أوضحت اللجنة أيضاً أن 16 صحافياً أصيبوا بجروح، وجرى الإبلاغ عن اختفاء 3 صحافيين واعتقال 25 صحافياً.
في تقديرات «نقابة الصحافيين الفلسطينيين» ترتفع الحصيلة قليلا، إذ تشير إلى مقتل 11 صحافياً جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أكد أمين سر النقابة عاهد فروانة، أن الاحتلال الإسرائيلي «ارتكب فضائع وجرائم بحق الصحافيين، الذين أصبحوا هدفاً لنيرانه». أيضاً، تشير إحصائيات فلسطينية إلى أن 220 صحافياً يعملون في مناطق قطاع غزة استهدفتهم طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وهجّرت عائلاتهم، ضمن الحرب المستمرة التي تشنها القوات الإسرائيلي المحتلة. وتابع فروانة أن «النقابة رفعت عدة دعاوى قضائية لملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الصحافيين»، لافتاً إلى أنه «قتل نحو 8 في المائة من إجمالي عدد العاملين في قطاع الإعلام في قطاع غزة».
“مراسلون بلا حدود” نشرت تقريرا قبل أسبوعين بشأن الاضطهاد الذي يواجهه الصحافيون بالضفة الغربية، والضغوطات التي يتعرضون لها، حيث تم توقيف ما لا يقل عن 14 منهم بشكل احتياطي، “وللأسف، هذا الرقم مرشح للارتفاع”، وفق المتحدث.
وتابع داغر قائلا “هذا يعني أن ما نشهده اليوم من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة يعتبر أحد أكثر الحروب المميتة للصحافيين على مستوى العالم”