
سلط الضوء على مسار أندرو فورست الاستثنائي..البلغيثي: توجد مخاوف وتساؤلات من أن تتحول علاقات شخصية لمؤثر على قرارات اقتصادية مهمة
أعرب الإعلامي والناشط المدني رشيد البلغيتي عن رفضه لنشر الصورة المنسوبة لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، وهي تقبّل رجل الأعمال الأسترالي أندرو فورست في باريس.
جاء ذلك في تدوينة له هلى صفحته على الفايسبوك، حيث شدد التاكيد، على ضرورة احترام الخصوصية الشخصية، مشيرا أنه من حق النساء أن يعشن حياتهن الخاصة، دون تدخل أو انتهاك لخصوصيتهن، سواء كن وزيرات، أو نائبات.
و أوضح البلغيتي في تدوينته، أن الحق في الخصوصية هو حق مقدس، ويجب على كل إنسان متحضر أن يحترم الحياة الخاصة للأفراد، مؤكدا، على أنه لا يجب محاكمة الأشخاص على أساس حياتهم الخاصة، بل على أدائهم الوظيفي وما يقدمونه للمجتمع.
إلا أن البلغيتي في التدوينة ذاتها، لم يكتفِ بالدفاع عن حق الخصوصية، بل انتقل إلى مناقشة تداعيات اللقاء الذي جمع الوزيرة بنعلي بأندرو فورست، مشيرًا إلى أن المسألة تتجاوز مجرد لقاء شخصي، لتصل إلى تداخل المصالح الاقتصادية، فقد وقعت شركة فورست العملاقة “فورتيسكيو” عقدًا استثماريًا ضخمًا مع المكتب الشريف للفوسفاط لتوفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والأسمدة للأسواق الدولية، مما يثير تساؤلات حول تأثير العلاقات الشخصية على القرارات الاقتصادية المهمة.
المتحدث ذاته، لم يغفل عن تسليط الضوء على مسار أندرو فورست الاستثنائي، الذي تُقدّر ثروته بـ33.29 مليار دولار أسترالي، مشيرا إلى الجانب الخيري في شخصيته، حيث قرر فورست وزوجته نيكولا تخصيص الجزء الأكبر من ثروتهما للأعمال الخيرية، من خلال مؤسسة مينديرو المتخصصة في التعليم ودعم الأستراليين الأصليين.
غير، أن البلغيتي لم يتجاهل الجانب المظلم في حياة فورست ايضا، حيث أشار إلى تهربه من دفع ضريبة الشركات، بعد انكشاف أن شركة “فورتيسكيو” لم تدفع ضريبة الشركات منذ عام 2011، هذا الأمر يثيرةمخاوف حقيقية من أن تتحول العلاقات الشخصية إلى مدخل للتأثير على الاقتصاد الوطني بطريقة سلبية، حيث وصف البلغيتي ذلك بقوله: “كل الخوف إذن أن تتحول قبلة باريس إلى مقدمة يتمدد فيها ‘اقتصادنا الأخضر’ على سرير دونخوان أسترالي.”.
هذا و نفت بنعلي في تصريح لها على هامش جلسة مجلس النواب الاسبوعية، “نفيا قاطعا وجازما أي علاقة لها بالصورة، وتؤكد التزامها التام بكرم الأخلاق وحسن السلوك ومقومات السمعة الطيبة، وحرصها على مراعاة الشرف والاعتبار والوقار المميز لشخصيتها امرأة مغربية أصيلة من جهة، وكوزيرة مسؤولة في حكومة المملكة المغربية تدافع على المصالح العليا للبلد من جهة ثانية”.
وأوضحت الوزيرة أن نفيها يأتي على إثر “المنشور المسيء الذي تم عرضه بإحدى الجرائد الأجنبية المسماة (The Australian) وتم تداوله دون التحقق من مصداقيته من طرف بعض الصفحات والمنابر الإعلامية الوطنية، والذي تضمن صورة لشخصين رجل وامرأة مصحوبة بتعليق مفاده أن الأمر يتعلق بوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في الحكومة المغربية ورجل أعمال أسترالي”، مشيرة، حسب المصدر ذاته، إلى أن “الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ادعاء زائف وعار من الصحة تماما”.
وأضافت ليلى بنعلي، حسب التصريح نفسه، أن “محاولة التشهير التي طالت شخصها من خلال المنشور المذكور ليست هي الأولى، وأنها شكل من أشكال الانتقام والاستهداف الصادرة عن تجمعات مصالح معينة”.
ولم يفت النصريح التوضيحي التذكير أن الصفقات العمومية وطلبات العروض في مجال الاستثمارات الطاقية، التي تشرف على إسنادها المؤسسات والمنشآت العمومية الموضوعة تحت وصاية الوزارة خاضعة لقواعد وضوابط الحكامة الجيدة في إطار استقلالية قرارات المؤسسات والمنشآت العمومية المعنية.