مجتمع

ساركوزي يحذر من الفوضى المحتملة بعد قرار ماكرون بحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة

أطلق الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، تحذيراً شديد اللهجة بشأن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون المفاجئ بحل الجمعية الوطنية (البرلمان) والدعوة إلى انتخابات مبكرة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تجر البلاد إلى حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها.

في تقرير نشرته صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” اليوم الأحد الموافق ل 16نونبر، أكد ساركوزي أن الفوضى التي قد تترتب على حل الجمعية الوطنية ستكون صعبة التجاوز. وقال ساركوزي: “تبرير حل الجمعية الوطنية بإعطاء الشعب الفرنسي فرصة للتعبير عن نفسه هو حجة غريبة، لأن هذا ما فعله أكثر من 25 مليون فرنسي في الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو”. وأضاف: “هناك خطر كبير في إثارة المزيد من الغضب بدلاً من التهدئة”.

جاءت تصريحات ساركوزي بعد دعوة ماكرون إلى إقامة انتخابات مبكرة على جولتين في 30 يونيو و7 يوليو، عقب خسارة تحالفه الوسطي أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي جرت الأحد الماضي.

هذا وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته شركتا “ذا أوبينيون واي” و”فاي سوليس” لصالح صحيفة “ليزيكو” وإذاعة “راديو كلاسيك”، أن حزب التجمع الوطني يتصدر نوايا التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية بنسبة 33% من الأصوات.
في المقابل، حصلت الجبهة الشعبية، التي تضم أحزاباً يسارية، على 25% من الأصوات، بينما نالت الأحزاب الوسطية التابعة لماكرون 20% فقط.

في نفس السياق شهدت باريس ومدن أخرى في أنحاء فرنسا يوم السبت مسيرات ضخمة شارك فيها الآلاف، احتجاجاً على حزب التجمع الوطني قبل الانتخابات المقبلة، مما يعكس حالة الاستياء المتزايدة بين المواطنين تجاه صعود اليمين المتطرف ومخاوفهم من تأثير ذلك على السياسة الفرنسية.

تضع هذه الأحداث فرنسا أمام مفترق طرق سياسي خطير، حيث يأتي قرار ماكرون في وقت حساس يشهد فيه المشهد السياسي تقلبات كبيرة.
إن خطوة حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة تفتح الباب أمام فترة من عدم الاستقرار السياسي، قد تؤثر سلباً على الاقتصاد والنسيج الاجتماعي في البلاد.

في نهاية المطاف، يُعتبر تحذير نيكولا ساركوزي من الفوضى المحتملة نتيجة قرار الرئيس ماكرون بحل الجمعية الوطنية، دعوة للتفكير العميق في التداعيات السياسية والاجتماعية لهذه الخطوة. بينما يسعى ماكرون لإعادة ترتيب الأوراق السياسية من خلال الانتخابات المبكرة، فإن التحدي الأكبر يكمن في تهدئة الغضب الشعبي وضمان استقرار البلاد في وجه التغيرات السياسية المتسارعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى