أرقامه لا حليف لها غير الوطن وسلاحه العلم لا غير… أخازي يكتب: انطلاق تكوين أطر الإحصاء الوطني للسكنى والسكان
هل تربح المندوبية السامية للتخطيط الرهان هذه السنة، بعدما راكمت على عهد الحليمي خبرات وتجارب توالت بعد عشريات إحصائية…؟
الحليمي نأى منذ توليه تدبير هذه المؤسسة الوطنية الكبرى عن كل سجال سياسي، وبوأها سلطة مستقلة لا شعار لها غير المصداقية والوطنية، وتضع مسافة دون صراع بينها وبين كل حساسية سياسية وتنسى بنفسها عن كل تدافع وتأويل، إلا ما تنطق به المؤشرات…
هي حقيقة تسجل للرجل الذي كان شرسا في أكثر من مرة، في الدفاع عن مؤسسة دورها أن تعطي المؤشرات مهما كانت قاسية، وأن تمنح كل فاعل مؤسساتي وتنفيذي ومدني وعمومي مرجعية قوية ذات مصداقية ميدانية ونظرية وفق منظومة عالمية أممية، لهذا كثيرا ما أخفقت إحصائيات الحكومة وجهات أخرى وصدقت إحصائية المندوبية السامية للتخطيط…
بنك للمعطيات والتوصيات للمندوبية على عهد الحليمي لم تعد موضوع مزيادات بل أصبحت لا غنى عنها لكل فاعل عمومي وتنفيذي ولكل استراتجية في التنمية.
كل المؤشرات تصب في اتجاه أن هذا الإحصاء العشري الذي يلتزم بصرامة علمية بالمرجعية الأممية، سيكون ثورة حقيقية في إغناء وإثراء بنك المعطيات السوسيو- ديمغرافية، والوسيو -ثقافية، والسوسيو-اقتصادية، وسيسلط الضوء على قضايا المرأة ووضعها وتشغيل الأطفال، ومدى استفادة المغاربة من ضروريات العيش الكريم، ومدى انفتاح الأسر والأفراد على تكنولوجيا التواصل الحديثة الرقمية، كما سيمكن من قياس مؤشر الوفيات وتحديد الوفيات بفيروس كورونا والولادة والخصوبة والإعاقة والتمكن من اللغات، كما سيشمل المقيمين المهاجرين وفق معطى زمني دقيق، وكذلك المشردين بلا مأوى، كما سيعطينا مؤشرات قوية حول البطالة وتجليات التشغيل بمعنى أن شمولية الإحصاء… ستشكل فعلا ذخيرة متنوعة من المعطيات المختلفة المؤشرات.
للتذكير …الرهان …رهان….قوي…. انطلق لأول مرة: بتكوين عن بعد عبر منصة رقمية، لينطلق اليوم التكوين الحضوري، وهذا تطور متميز في منظومة التكوين، حول رقمية العملية والقطع مع الاستمارة الورقية.
وكان المشرفون الجماعيون والمراقبون المكونون اليوم على موعد مع انطلاق التكوين الحضوري الذي سيؤهلهم لتكوين الباحثين وفي السياق ذاته ممارسة مهامهم الميدانية واللوجستيكة.
وقد عرف مركز التكوين ” ثانوية ابن هانئ” بعين السبع انطلاق هذا التكوين على مستوى عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، وتميز بالتنظيم الجيد، وجودة منظومة التواصل والاتصال، ورقي بيداغوجيا التكوين التي ركزت على طريقة استثمار برنام كابي، والعلاقة الرقمية الهرمية بمختلف أطر الإحصاء، دون إغفال مقاربة الترسيخ والتثبيت للمعطيات، والتدريب بالوضعيات التقنية.
حلقة أخرى في هذا الرهان والورش الوطني، عكست على مستوى عمالة عين السبع الحي المحمدي، مدى جودة العملية منذ التكوين عن بعد إلى محطة المقابلات الشفوية، وقوفا اليوم عند محطة التكوين الحضوري الذي كان تقنيا عمليا مع مقاربة تعزيزية للمعلوماتوالمهارات، مساهمة جماعية عن قري تجلت في زيارة ومساهمة الأطر المندوبية في التكوين والتأطير.
حتما… الرهان كبير….لكن الرقمنة… وجودة التكوين وتنوع الصيغ التكوينية وجودة مقاربة التواصل والاتصال، والروح الأكاديمية والعلمية لأطر المندوبية السامية، سيجعلون من هذا التاريخ محطة تاريخية بامتياز…
مع الحليمي…. الإحصاء مستقل ووطني… وأرقامه لا حليف لها غير الوطن وسلاحه العلم لا غير…