فيما حماس تعلن أنها لن تشارك..الدوحة تستضيف اليوم مفاوضات “الفرصة الأخيرة” حول الهدنة في غزة…التفاصيل
تستضيف الدوحة اليوم (الخميس)، مفاوضات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب مستمرة منذ عشرة أشهر، وفي ظل تصعيد إقليمي بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود إلى قطر للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضاً ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، بينما لم تعلن حماس، إذا ما كانت ستشارك في الجلسة.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفداً إسرائيلياً سيحضر محادثات الدوحة حيث سيحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن الوفد سيضمّ “رئيسي الموساد والشين بيت فضلاً عن نيتسان ألون (منسّق ملف الرهائن) وعوفير فالك (مستشار سياسي)”.
يأتي ذلك بعدما عقد نتنياهو اجتماعاً، ظهر أمس، بحضور رؤساء الأجهزة الأمنية، والطاقم التفاوضي، لبلورة موقف إسرائيل من قمة الخميس.
وفي الاجتماع لدى نتنياهو، تم أيضاً تحديد صلاحية الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
وفي حين أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن نتنياهو قرر توسيع صلاحيات الوفد المفاوض ومنحه “تفويضاً معقولاً”، بشكل يمكنه من إبداء مرونة بشأن المواقف التي ستعرضها إسرائيل، ما يتيح إجراء المفاوضات والتقدم فيها، لكن من غير الواضح إذا ما كانت هذه المرونة التي تحدثت عنها التقارير الإسرائيلية، كافية لإتمام الاتفاق.
وخلال سلسلة الاجتماعات التي أجراها نتنياهو أمس بشأن مفاوضات الصفقة، والتي استمرت لأكثر من خمس ساعات، شارك كل من وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون درمر، وزعيم حزب “شاس” الحريدي، أرييه درعي، وقادة الأجهزة الأمنية.
وشدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في إحاطة أدلى بها لوسائل الإعلام الإسرائيلية للرد على التسريبات التي أوردتها في نشراتها المسائية حول الاجتماعات التي عقدها نتنياهو، على أن “رئيس الحكومة، نتنياهو، يتمسك بمبدأ بقاء الجيش الإسرائيلي فعلياً في محور فيلادلفيا”.
وذكرت التقارير أن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيسافر صباح اليوم لإجراء محادثات قد تستمر عدة ساعات في الدوحة، وإذا لزم الأمر، سيبقى فريق إسرائيلي مهني في الدوحة لمواصلة المفاوضات، وجاء في بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس الوزراء أن “نتنياهو صادق على مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، وعلى صلاحيات الوفد المفاوض”.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية اجتماع اليوم بأنه “لقاء الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى أحياء”، بينما لا تعوّل أطراف كثيرة على حدوث اختراق في هذا الاجتماع مع استمرار تعنّت نتنياهو ووضعه مزيداً من الشروط والعراقيل أمام جولة اجتماع أو جولة مفاوضات.
وسبق أن كشفت صحيفة (يديعوت أحرنوت) أمس، عن عزم الإدارة الأميركية تقديم مقترح جديد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في قمة الخميس.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، أن المقترح الجديد يأتي في ظل استعداد البيت الأبيض بالفعل للسيناريو المتوقع من وجهة نظرهم، والذي لن تؤتي فيه الاتصالات ثمارها.
وأضافت إن الإدارة الأميركية تعتزم ممارسة ضغوط شديدة على الأطراف للموافقة الفورية على الخطوط العريضة للمقترح، معتبرة هذه القمة بأنها “الفرصة الأخيرة”.
وذكرت مصادر أميركية متابعة للملف أن رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز سيتوجه إلى الدوحة للمشاركة في المفاوضات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة على النحو المخطط له رغم قرار حركة (حماس) عدم الحضور.
وقال مصدر في حماس إن الحركة “ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدّي من جانب الاحتلال ومجدٍ لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتنياهو”.
وقال مصدر آخر إن “حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف إطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدّم الشهر الماضي”، في إشارة إلى الاقتراح الذي أعلن عنه في وقت سابق وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفاً لإطلاق النار وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأوضح مصدر مقرب من حماس، أمس، “أنّ الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق. وقال إنّ الوفد “لن يغيّر في شيء مما سبق … على (الإسرائيليين) أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لصحافيين إن “شركاءنا القطريين يعملون على أن يكون هناك تمثيل لحماس” في المفاوضات.
وشدّد المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي يتوسّط في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، من بيروت الأربعاء، على أنه “لم يبقَ وقت لإضاعته” قبل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن من شأن هذا أن يتيح كذلك التوصل إلى حلّ دبلوماسي في لبنان حيث يتبادل حزب الله عبر الحدود النيران مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعزّزت المخاوف من توسّع التصعيد من قطاع غزة إلى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، في ضربة نسبت إلى إسرائيل.
جاء ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.
وتوعّدت إيران وحزب الله بالردّ على الدولة العبرية.
ومارست الدول الغربية ضغوطاً مكثفة على إيران داعية إياها للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل.