أوديوالرئسيةرأي/ كرونيك
أخر الأخبار

الكاتب والمفكر اللبناني معن بشور: محمد الاخصاصي، شهادة في مناضل صادق +أوديو

اسمع….

 

بقلم: معن مبشور كاتب ومفكر لبناني

حين وصلني من الأخ والصديق العزيز والمفكر الكبير الدكتور عبد الاله بلقزيز نبأ وفاة الصديق المشترك ونائب مدينة مراكش المغربية لعدة مرات والقيادي البارز في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسفير المغرب السابق في سورية الدكتور محمد الاخصاصي، عادت الى مخيلتي على الفور صورة ذلك الشاب المغربي النحيل والانيق والمثقف والمناضل المحكوم بالاعدام في بلده، والرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة المغرب محمد الاخصاصي حين جاءنا الى بيروت في أواخر سبعينات القرن الماضي ليمثل حزبه الاتحاد الاشتراكي، في حفل إحياء ذكرى اغتيال (اختطاف) المناضل والقائد المغربي والعربي والاممي الكبير المهدي بن بركة الذي اختطف من باريس عام 1965 وليختفي أثره منذ ذلك الوقت .

خلال تلك الزيارة توطدت علاقتي واخواني في تجمع اللجان والروابط الشعبية، أصحاب المبادرة في إحياء ذكرى الشهيد بنبركة بالراحل محمد الاخصاصي ، وتعرفنا اليه كمناضل صلب ومثقف متميز، وكنت حريصاً في كل زياراتي الى المغرب ان التقي به مستمتعاً بثقافته العالية وبتجربته النضالية الغنية خصوصاً بعد ان اختارته جامعة محمد الخامس استاذاً للتاريخ فيها.
أن أنسى لا أنسى، كم كان حزيناً حين مغادرة دمشق بعد بدء الحرب على سورية إثر قطع العلاقات بين حكومته والدولة السورية.

فقد كان الاخصاصي كالكثير من أمثاله في الوطن العربي محباً لسورية ، مستذكراً دورها في دعم نضال المغاربة ضد الاحتلال واستضافة القادة الوطنيين من أبناء المغرب في دمشق وفي مقدمهم الراحلين الكبيرين محمد البصري وعبد الرحمن اليوسفي.

لكن ما كان يؤلمه ايضاً حجم التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية، حيث كان على اطلاع يومي من المناضل الاخر الراحل عبد القادر ازريع الذي كان في قيادة فريق المراقبين العرب الذي شكلته جامعة الدول العربية لمراقبة ما يجري في سورية برئاسة الجنرال السوداني محمد الدابي الذي مُنع هو الاخر من الادلاء بتقريره حول ما يجري في سورية امام مجلس جامعة الدول العربية الذي اتخذ قراراً يومها بالذهاب الى مجلس الامن لتدويل القضية السورية.

كان حب الاخصاصي لسورية غير منفصل عن حبه لفلسطين، ومنطلقاً من ادراكه لدور سورية في الصراع العربي – الصهيوني، لذلك كان يسأل في كل مرة التقيه فيها عن أخبار سورية، تماماً كما عن اخبار فلسطين والمقاومة فيها..

ولعل عزاؤنا الأكبر برحيل محمد الاخصاصي عن ثمانين عاماً، هو ان حياته كانت مليئة بالعطاء النضالي والسياسي والديبلوماسي ، انه اغمض عينيه وهو يرى فلسطين، بفضل ” طوفان الأقصى” تستعيد مكانتها في الامة والعالم رغم الكم الهائل من التضحيات.

نم قرير العين اخي محمد، أيها المناضل التقدمي العروبي الصادق، والسياسي البارع ، والاكاديمي المميّز، والديبلوماسي المتألق، وصاحب الضمير المتقّد، والعزاء لزوجتك ورفاقك في المغرب وفي كل أرجاء الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى