الرئسيةثقافة وفنوندابا tvشواهد على التاريخ

وصفوها بالخسارة الكبرى للبنان وفلسطين…الموت يغيب الروائيّ والكاتب اللبنانيّ إلياس خوري+ فيديوهات وصور

وصف كتّاب ومثقّفون وفاة إلياس خوري بالخسارة الكبيرة للبنان وفلسطين والوطن العربيّ على حدّ سواء، وذلك لالتحامه طوال مسيرته الأدبيّة مع القضيّة الفلسطينيّة...

بعد مسيرة إبداعية حافلة، رحل عن عالمنا الأديب والقاص والكاتب اللبناني الكبير، إلياس خوري، الذي ارتبط اسمه كثيراً بالقضية الفلسطينية.

توفي الأديب اللبناني الكبير، إلياس خوري، الأحد، عن عمر ناهز 76 عاماً، في العاصمة بيروت، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الإبداعي من الكتابة الصحفية إلى المسرحيات والروايات، ولعل أبرزها “باب الشمس” التي تحولت إلى فيلم سينمائي، وأكسبته شهرة كبيرة.

وظل خوري يكتب حتى الأسابيع الأخيرة من حياته، وكان آخر مقال منشور له في صحيفة “القدس العربي” الصادرة في لندن بتاريخ 19 غشت الماضي.

وكتب إلياس خوري عشرات الروايات التي تُرجمت إلى العديد من اللغات، بالإضافة إلى سيناريوهات ومسرحيّات وكتابات نقديّة، كما عمل في تحرير عدّة صحف لبنانيّة، وشغل سابقًا منصب رئيس تحرير الملحق الثقافيّ الأسبوعيّ لصحيفة النهار اللبنانيّة اليوميّة، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة الدراسات الفلسطنية.

وكان خوري قد انضمّ إلى هيئة تحرير مجلّة مواقف عام 1972، كما ترأّس تحرير مجلّة شؤون فلسطينيّة جنبًا إلى جنب مع الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش منذ عام 1975 إلى عام 1979، كما كان مدير تحرير مجلّة الكرمل في عامي 1981 و1982.

وقالت “النهار اللبنانية” اختار الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري أن يقفل “باب الشمس” ويرحل في الزمن اللبناني الصعب حيث جنوب لبنان ليس أفضل حالاً من العاصمة الشاغرة من الحياة السياسية، هو الذي تناول في رواياته معاناة اللبناني والفلسطيني من الحرب الأهلية الى حياة الفلسطيني في بلاد اللجوء واختبارات الغربة والنزوح وسيطرة الميليشيات و”سلبطتها”.
وأضافت ذات الصحيفة، ولهذا، احتلت القضية الفلسطينية حيزاً كبيراً في أعماله ومقالاته على مدى توليه رئاسة تحرير ملحق النهار الثقافي من عام 1992 إلى عام 2009.
فلا يمكن أن نذكر فلسطين في الأدب من دون التوقف عند رائعة الياس خوري “باب الشمس” ومن ثم ثلاثية “أولاد الغيتو” التي جاءت بعدها بسنوات لتستكمل هذا التأريخ لهويةٍ لا يمكن أن تُمحى مهما حاول المحتلّون.

وتُرجمت أعمال الراحل إلياس خوري إلى الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة والهولنديّة والإيطاليّة والبرتغاليّة والنرويجيّة والإسبانيّة.

وكتب إلياس خوري رواية «باب الشمس» الشهيرة، والتي أعاد من خلالها سرد حياة اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، والتي تحوّلت بعد ذلك إلى فيلم سينمائيّ من إخراج المخرج المصريّ يسري نصرالله عام 2002.

وكتب خوري ثلاث مسرحيّات، بالإضافة إلى العديد من الكتابات النقديّة، وعمله مديرًا فنيًّا مسرحيًّا.

وإلى جانب تجربته الإبداعيّة، عمل خوري أستاذًا في الجامعة اللبنانيّة، والجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، والجامعة الأميركيّة في بيروت، كما عمل أستاذًا زائرًا في جامعة نيويورك.

المولد والنشأة

ولد إلياس خوري في 12 يوليوز 1948 في منطقة الأشرفية ببيروت، وحصل على الثانوية العامة عام 1966.

ودرس التاريخ في الجامعة اللبنانية، ثم سافر إلى باريس حيث نال الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس في السبعينيات.

الارتباط بالقضية الفلسطينية

 

رغم أنه لبناني المولد، إلا أن إلياس خوري كان فلسطيني الهوى والعمل.

انضم إلى حركة فتح الفلسطينية بعدما سافر إلى الأردن عام 1967، وغادره بعد أحداث أيلول الأسود. وترأس تحرير مجلة “شؤون فلسطينية” بين عامي 1975 و1979، بالتعاون مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، كما عمل مديرا لتحرير مجلة “الكرمل” التي رأس تحريرها درويش بين عامي 1981و1982.

وتولى منذ عام 2011 رئاسة تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية.

وتجسد ارتباط خوري الشديد بالقضية الفلسطينية برواية “باب الشمس” التي صدرت عام 1998، وصارت فيلماً سينمائياً عام 2002، وتدور القصة حول النكبة الفلسطينية عام 1948 متجسدة في شخصية “يونس الأسدي” الذي ينزح إلى لبنان، وبينما بقيت زوجته في فلسطين، وهكذا فرّقت إسرائيل بين الاثنين.

وظل الكاتب الراحل مرتبطاً بالأمر الذي آمن به قبل 50 عاماً حتى آخر أيام حياته، وهو الإيمان بالقضية الفلسطينية.

نشر إلياس رواية “يالو” عام 2002، وترجمها بيتر ثيروكس إلى الإنكليزية في 2008، وصور فيها الراوي أحد أفراد الميليشيات السابق المتهم بارتكاب جرائم أثناء الحرب الأهلية في لبنان، وتحدث عن التعذيب في النظام القضائي اللبناني، وأشار في عنوانها إلى اسم قرية عربية فلسطينية هجرت إسرائيل سكانها واحتلتها في حرب 1967، ونزح مُعظم سكانها إلى الأردن.
يأتي خبر رحيل الياس خوري في وقتٍ تعيش فيه فلسطين نكبة جديدة وهو الذي كتب “النكبة المستمرة” معتبراً، كما يدلّ العنوان، أن النكبة الفلسطينيَّة لم تبدأ وتنتهِ في سنة 1948، وإنَّما هو مسارٌ بدأ في سنة 1948، ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
فالنكبة المستمرَّة، كما وصفها، تتَّخذ أشكالًا متعدِّدة، من التطهير العرقيّ إلى نظام الأبارتهايد، مرورا بمشروع محوٍ شاملٍ للهويَّة الفلسطينيَّة.

ونعته حركة فتح الفلسطينية في بيان قالت فيه “تسجل الحركة فخرها واعتزازها بهذه القامة الروائية وبما جسدته من إرث سيكون وثيقة لكل الأجيال السابقة واللاحقة ولسان حق فلسطيني بلغات الإنسانية المؤمنة بنضال شعبنا الفلسطيني وصولا للحرية والخلاص”.
علّق كثيرون من الكتّاب والشعراء على خبر رحيله على أنه يوم حزين فقد فيه عالمنا العربي واحدا من أهم كتّابه المناضلين نصرةً لقضايا الانسان والفن والجمال.
من أبرز أعمال الياس خوري نذكر: “أبواب المدينة”، “الوجوه البيضاء”، “رحلة غاندي الصغير”، “باب الشمس”، “رائحة الصابون”، “يالو”، “سينالكول”، “أولاد الغيتو”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أكاديمية دار الثقافة
    وداعا الياس خوري، يا حارس باب الشمس، إن الحكايات كلها تبكيك، لقد جعلتها تضيء في ساعة الموت، فخرج أبطالك من المخيم كي يرثوك. فالشمس اليوم متعبة تتذكر رواياتك وألمك الأخير، وتبحث في شقوق سردك عن الوجع الفلسطيني الذي أمسكته بقلبك، حين أحسست عميقا بأولاد الغيتو الحقيقيين، أولاد البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى