منجب المعطي: استقبلت العفو عن الصحافيين وعني شخصيا بإيجابية وتقديري أنه سيجري إطلاق سراح الباقي في الأقصى خلال 12 شهر القادمة
قال المؤرخ والحقوقي، معطي منجب،استقبلت العفو عن الصحافيين وعني شخصيا بإيجابية، وأتمنى أن يجبر ضرر من قضى منهم سنين طويلة بالسجن كبوعشرين والراضي والريسوني والعلمي، وأن يُطلق سراح باقي معتقلي الرأي من أمثال ناصر الزفزافي ورفاقه من حراك الريف، وكذلك المحامي النقيب محمد زيان؛ فعيب أن يبقى شيخ عمره 82 عاما وراء القضبان، لأنه انتقد السلطات ولو كان ذلك بشكل لاذع؛ فصدر الدولة يجب أن يكون رحبا ويستوعب الجميع.
جاء ذلك في حوار أجرته “عربي 21″، حيث اعتبر أن “إطلاق سراح الصحافيين وبعض معتقلي الرأي في نهاية يوليوز الماضي نتج عن تقدير رسمي للوضعية الاجتماعية- السياسية للبلاد؛ فالنظام رأى شعبيته تتراجع ومشروعيته تتآكل، بل وتُهدّد بالانهيار، ولذلك لجأ إلى هذه الخطوة”.
و شدد منجب في الحوار ذاته، على إطلاق سراح باقي معتقلي الرأي، ومن ضمنهم المحامي النقيب محمد زيان؛ قائلا “عيب أن يبقى شيخ عمره 82 عاما وراء القضبان، لأنه انتقد السلطات ولو كان ذلك بشكل لاذع؛ فصدر الدولة يجب أن يكون رحبا ويستوعب الجميع”.
في السياق ذاته، اعتبر الحقوقي منجب، أن تقديره هو أنه سيتم إطلاق سراح باقي المعتقلين السياسيين خلال الأشهر القليلة القادمة، وعلى أقصى تقدير خلال الـ12 شهرا القادمة، أي قبل الدخول السياسي القادم في نهاية صيف 2025؛ معتبرا أن سراح الصحافيين وبعض معتقلي الرأي في نهاية تيوليوز الماضي وأنه جاء بناء عن تقدير رسمي للوضعية الاجتماعية- السياسية للبلاد التي تعتبر سمتها العامة كل هذه التوترات شبه الدائمة بين الحكم والشعب، بين المجتمع المدني والحكومة؛ فالنظام رأى شعبيته تتراجع ومشروعيته تتآكل، بل وتُهدّد بالانهيار نتيجة لثلاثة عوامل أساسية، و على رأسها موقف النظام المهادن تجاه الحرب الإسرائيلية على فلسطين بعد أن وقع سنة 2020 التطبيع المرفوض شعبيا، وقد تم اعتقال أو متابعة نشطاء عديدين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات في الشارع أو على الشبكات الاجتماعية، وقد تم إطلاق سراحهم كذلك بمناسبة عيد العرش.
فيما حدد وفق الحوار ذاته، أن السبب الثاني يكمن في تدهور الوضع الاجتماعي بسبب جائحة كورونا وسياسة الحكومة التي عُينت من قِبل الملك تبعا لانتخابات 2021، وهي سياسة منافية على العموم لمصالح الفئات المستضعفة ومنها الشباب العاطل عن العمل، والارتفاع المهول في الأسعار وغلاء المعيشة وقلة الشغل،فضلا عن “تراجع غير مسبوق لنسبة الشغل لدى النساء حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط، وهنا يجب التذكير أن النساء هن الأقرب للأطفال واليافعين داخل الأسرة، بالإضافة إلى تدهور الدخل لدى الطبقات الوسطى والدنيا، وتردي جودة الخدمات الاجتماعية، وخصوصا التعليم والصحة”.
فيما حدد السبب الثالث وفق المصدر نفسه،هو انتخابات سبتمبر 2021، والتي اعتبرها المؤرخ منجب، كانت الانتخابات الأقل نزاهة في تاريخ المغرب السياسي الراهن منذ حكومة التناوب (1998-2002) التي قادها الزعيم الوطني اليساري ورفيق المهدي بن بركة الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، وهي الفترة التي توفي خلالها الملك الحسن الثاني، معتبرا استناد للحوار، أن هذه الانتخابات الأخيرة كانت هي الأسوأ منذ عشرات السنين؛ إذ أتاحت السلطات الاستعمال الممنهج للمال لشراء الأصوات على نطاق واسع، وذلك لقطع دابر حزب “العدالة والتنمية” واليسار المستقل، وفق تعبيره.