البوحسيني تتسأل: ماذا لو نجعل الاختلافات الكبيرة بيننا أمرا لا يحول دون التلاقي حول بعض المشتركات…
ولأن نكباتنا ونكساتنا وكبواتنا ومعها خيباتنا وإحباطاتنا لا زالت شروطها الذاتية والموضوعية قائمة ومعها ما ينتظرنا وينتظر أبناءنا وأحفادنا من تحديات، فلماذا لا نحاول أن نستثمر ما يمر بنا كي نصيغ بعض الجمل التي تفيد من حيث الترصيد والاستفادة ولو الجزئية كي نفتح كوة ولو صغيرة تجعلنا نتقدم ولو بخطى ثقيلة.
على سبيل المثال لا الحصر،:
ماذا لو ننتقل إلى اعتبار الاختلافات الكبيرة جدا بيننا فرصة إيجابية للتلاقح بدل اعتبارها مجال الاحتراب والحائط الذي يصد كل التطلعات، الكبير منها والصغير؟
ماذا لو نجعل الاختلافات الكبيرة بيننا أمرا لا يحول دون التلاقي حول بعض المشتركات، حتى وإن كانت صغيرة جدا وجزئية تعود فوائدها بشكل إيجابي على مستقبل أبناءنا؟
ماذا لو استوعبنا أهمية صياغة الموقف انطلاقا من عناصر موضوعية لا انطلاقا من اعتبارات ذاتية يتحكم فيها البعد النفسي؟
ماذا لو تعلمنا النظر إلى بعضنا البعض (كتيارات) انطلاقا من السلوك السياسي، الذي يحق لنا أن نختلف بشأنه، بدل أحكام القيمة المسبقة والتمثل الذهني والصورة النمطيةالمتدثر بغطاء الأيديولوجية الذي ينتصب عائقا في وجه أية محاولة للبناء ؟
أي بكلمة، ماذا لو نسعى إلى مغادرة دائرة التوتر النفسي لنفتح أفقا نحو عقلنة المواقف بما يجعل الاتفاق في حالة ما حصل، يؤدي إلى تحقيق نوع من “الاختراق” السياسي، وإذا لم يُقدر له ذلك،على الأقل يُجنبنا السقوط في مآسي تعود بنا سنوات ضوئية إلى الخلف، بما تحمله من مثبطات ؟
أُدوّن ما يمُر في ذهني كامرأة منشغلة إلى حد الألم بما يعيشه وطننا وأمتنا، وحريصة على ألا نورث أبناءنا حصيلة عجزنا الخرافي