أشاد الحزب الاشتراكي الموحد بالموقف الرسمي الفرنسي المتمثل في اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، معتبرًا هذا التطور انتصارًا للدبلوماسية المغربية التي استطاعت تحقيق هذا الاعتراف التاريخي، ودعا الحزب إلى تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا بما يخدم المصالح المشتركة.
جاء ذلك في بيان صادر عن مكتبه السياسي، حيث أكد أن تطوير العلاقات الديبلوماسية مع دولة فرنسا يجب أن يكون خدمة لمصالحنا الوطنية ودفاعا عن حقوق جاليتنا، في إطار علاقة رابح-رابح دون المس باستقلالنا و سيادتنا على أرضنا و ثرواتنا و قرارنا السياسي و دون ابتزاز لمواقفنا الثابتة من القضايا العادلة الوطنية و العربية و الدولية.
البيان ذاته، عبر عن استياء حزب الشمعة، عن استيائه الشديد من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان المغربي، والتي وصف فيها المقاومة الفلسطينية البربرية في سياق دفاعها المشروع ضد الاحتلال الصهيوني.
في السياق ذاته، أكد الحزب الاشتراكي الموحد، أن هذه التصريحات تحمل تحيزًا واضحًا وتجاهلًا لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعدوان، مستنكرا قمع احتجاج “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” أمام القنصلية الفرنسية في الدار البيضاء، معتبرًا هذا الحادث انتهاكًا لحق التعبير وحرية الاحتجاج.
هذا وجدد الحزب الاشتراكي الموحد، وفق البيان، عن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب الظالمة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من قادة الكيان الصهيوني،داعيا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ مواقف أكثر حزمًا، ومراجعة العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الكيان الصهيوني، داعيًا أيضًا إلى تشكيل جبهة عالمية تدعم الشعب الفلسطيني وتسعى إلى إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى.
في سياق اخر، طالب الحزب الدولة المغربية باحترام المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مؤكدًا على أهمية إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم معتقلي الحراك الشعبي بالريف والمدونين ونشطاء الرأي، كما دعا إلى وقف محاكمات الرأي والتضييق على الحريات العامة، مشددًا على أن احترام حقوق الإنسان هو أساس بناء مجتمع ديمقراطي عادل.
وختم الحزب بيانه بالتأكيد على أن الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة يتطلب تعزيز اللحمة الوطنية وتطوير مسار الديمقراطية الحقيقية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وخلق توازن اقتصادي واجتماعي في جميع مناطق المغرب، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة.
جدير بالذكر، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان اثار غضب الشارع المغربي والعربي بسبب تصريحاته التي هاجم فيها المقاومة الفلسطينية من داخل البرلمان المغربي في العاصمة الرباط.
ووصف ماكرون هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 بـ “الهجوم الهمجي”، وقال إن “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها لكن ذلك لا يبرر سقوط هذا العدد الكارثي من القتلى المدنيين في قطاع غزة”.
وكان أول من استنكر تصريحات الرئيس الفرنسي، المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الذي قال في بيان نشره عبر منصات التواصل إن “الرئيس الفرنسي ماكرون يجدد التعبير عن القاموس الاستعماري القديم بتجريم حق المقاومة بوصفها بالإرهاب تماما مثلما كانت فرنسا الاستعمارية تصف المقاومين في المغرب والجزائر وتونس وفي دول أفريقيا”.
وأضاف البيان أن فرنسا كانت تمعن في ارتكاب المجازر تلو الأخرى في كل مستعمراتها وهي الجرائم التي لن تسقط بالتقادم أبدا.
وقالت أيضا النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب إن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام أعضاء البرلمان المغربي لم يرق لها، وإنها سجلت موقفها مباشرة بعد حديثه عن أحداث السابع من أكتوبر 2023 برفع وشاحها الذي يحمل العلم الفلسطيني في وجهه.
كما وانتشرت مقاطع فيديو لوقفة شعبية أمام مقر البرلمان في الرباط احتجاجا على تصريحات ماكرون في قبة البرلمان المغربي التي عبر فيها عن تأييد حرب الإبادة في غزة.
وقفة شعبية مغربية أمام مقر البرلمان بالرباط احتجاجا على تصريحات ماكرون في قبة البرلمان المغربي التي عبر فيها عن تأييد حرب الإبادة في غزة .. 29-10- 2024 pic.twitter.com/tZ9G4GhyPj
— hassan bennajeh – حسن بناجح (@h_bennajeh) October 29, 2024
اقرأ أيضا…