الرئسيةمجتمع

دقائق من الأمطار تحوّل شوارع أورير بأكادير لمسابح في مشهد يعكس أزمة البنية التحتية

في مشهد يتكرر سنويًا ويُثير استياء المواطنين، تحوّلت شوارع أورير، الواقعة شمال مدينة أكادير، إلى ما يشبه المسابح بعد دقائق معدودة من هطول أمطار غزيرة، ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فإنها تسلّط الضوء مجددًا على هشاشة البنية التحتية في المنطقة، وسط غياب حلول جذرية لتفادي الكوارث المماثلة.

بثينة المكودي

شهدت شوارع أورير تشكُّل برك مائية كبيرة حالت دون حركة المرور وأعاقت تنقل المواطنين، بسبب هطول أمطار الخير ولو لبضع دقائق، وبينما يعاني البعض من غرق ممتلكاتهم أو انقطاع الطرق، لجأ آخرون إلى السباحة في تلك البرك في محاولة لإثارة انتباه المسؤولين وتسليط الضوء على الوضع الكارثي.

و أثارت هذه المشاهد موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، فبينما اعتبرها البعض تصرفًا طريفًا يحمل رسالة ساخرة، رأى آخرون أنها مؤشر خطير على مدى الإهمال في معالجة مشكلات الصرف الصحي وتدبير مياه الأمطار.

تجدر الإشارة أن أورير تعاني كغيرها من المناطق المغربية، من تخطيط عمراني غير متوازن وضعف في شبكات تصريف المياه، مما يعرّض حياة المواطنين وسلامتهم للخطر، يُضاف إلى ذلك تزايد التغيرات المناخية التي باتت تُحدث تقلبات جوية أكثر حدة.

و في حديث لمجموعة من سكان المنطقة، أكدوا أن تجمع المياه في الشوارع ليست مسألة عابرة، بل هي مشكلة مستمرة تتكرر مع كل هطول للأمطار، وأضافوا أن البنية التحتية في أورير أصبحت غير قادرة على تحمل التحديات البيئية، خصوصًا مع تزايد الأمطار السنوية، وعبروا عن استيائهم من غياب تدابير استباقية للحد من هذه الظواهر، حيث صرح احد المواطنين :”الأمطار نعمة، لكنها تتحوّل إلى نقمة في منطقتنا بسبب غياب بنية تحتية محترمة، إلى متى سنظل نعاني؟”.

وأكد أحد الناشطين المحليين في مجال البيئة أن “المنطقة بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة لشبكة الصرف الصحي والطرقات، كما يجب وضع خطط لتصريف مياه الأمطار بشكل فعال قبل موسم الأمطار المقبل، كما ” طالب بتدخل عاجل من قبل المسؤولين المحليين في أكادير لتدارك الوضع، مع ضرورة تنفيذ مشاريع تطويرية تأخذ بعين الاعتبار النمو العمراني المتزايد للمنطقة”.

من جانبهم، ألقى مسؤولون محليون باللوم على التغيرات المناخية، وصعوبة التنبؤ بحجم الأمطار، مؤكدين أن هناك خططًا مستقبلية لتحسين شبكات الصرف الصحي وتطوير البنية التحتية.

لكن هذه الوعود غالبًا ما تُقابل بانتقادات بسبب عدم وجود نتائج ملموسة على الأرض.

تحوُّل شوارع أورير إلى مسابح بعد دقائق من الأمطار ليس مجرد حادث عرضي، بل هو ناقوس خطر يُنبه إلى الحاجة المُلحة للإصلاح الجذري للبنية التحتية، وبينما تُعبّر السباحة في البرك عن احتجاج رمزي، تبقى مسؤولية تغيير الوضع على عاتق الجهات المسؤولة لضمان سلامة وكرامة المواطنين، وحماية المنطقة من تكرار هذا المشهد المحرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى