الرئسيةرأي/ كرونيك

أوراش.. الورش الاجتماعي الذي أفسدت براءته السياسة

بقلم: حميد وضاح
من البرامج الاجتماعية التي أطلقتها الحكومة الحالية، هو البرنامج الاجتماعي “أوراش”، الذي استهدف خلق 250 ألف فرصة عمل، لدمج الفئات الاجتماعية العاطلة أو التي فقدت شغلها، إما بسبب كوفيد -19 أو لأسباب أخرى، في الشغل في إطار شراكة مع جمعيات المجتمع المدني المختصة في التنمية والثقافة والرياضة والخدمات الاجتماعية….

وككل البرامج الاجتماعية الحالمة والطموحة، التي يكون وراءها الفاعل السياسي، ما أن يتم تنزيلها على أرض الواقع حتى تفقد براءتها وتصبح مثار رهانات سياسية، وهذا ما وقع، فعلا، لبرنامج أوراش، حيث ما أن تم توزيع حصصه على مجالس الجهات والأقاليم، حتى رأينا رؤساءهما يدبرونه بمنطق الوزيعة، فغاب من يستحق، وحضر من لا يستحق، ولم يكن معيار التمييز بين من يستحق ومن لا يستحق هو معيار الكفاءة أو القدرة على تنفيذ المشاريع أو تدبير المورد البشري وتأطيره في سبيل تنفيذ الأهداف المسطرة من طرف هذا الورش… وإنما كان المعيار هو الانتماء السياسي لحزب الآمرين بالصرف سواء أكانوا رؤساء جهة أو رؤساء مجالس الإقليم وكذا لأعضاء أغلبيتهما. وهكذا أفسدت السياسة براءة هذا الورش الاجتماعي النبيل الممول من دافعي الضرائب وليس من جيوب رؤساء الجهات أو رؤساء مجالس الإقليم.

وقد أتيح لنا كمتتبعين للشأن العام بمدينة سيدي قاسم، أن نقف على الطريقة المبتذلة، والمفضوحة التي دبرت بها مؤسسة الرئاسة الإقليمية عملية أوراش، حيث وزعت جل المشاريع على الجمعيات المقربة منها، ومن بعض أعضاء أغلبيتها، وهذه الجمعيات بدورها قامت بما قام به وليو نعمتها في المجلس الإقليمي، حيث ستشغل العديد من الأشخاص المنخرطين في أحزابهم (حزب الرئيس وأغلبيته) أو ممن شاركوا في حملاتهم الانتخابية في انتخابية 2021 في ضرب سافر لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين كافة الجمعيات والفئات الاجتماعية المستحقة.

واليوم تستعد نفس الجمعيات -ومعها نفس الأشخاص -التي استفادت من كعكة الشطر الأول من برنامج أوراش للانقضاض على شطره الثاني الذي تستعد الحكومة إطلاقه في غضون الأيام المقبلة. لذلك أبدى العديد من الشباب القاسمي، الذين أقصوا في العملية الأولى بسبب انعدام الولاء السياسي لرئيس المجلس الإقليمي ولأغلبيته، لموقع إحاطة تخوفهم من تعرضهم لنفس الإقصاء وطالبوا أن تدبره السلطة المحلية تحت إشراف الولاة والعمال ما سيصون الروح الاجتماعية لهذا الورش الاجتماعي ونبله من الانتهاك وتعم فوائده كل الجمعيات، والفئات الاجتماعية، التي تستجيب لدفتر التحملات المسطرة في دفتر ورش أوراش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى