أثار اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر موجة انتقادات واسعة، خاصة من الجانب الفرنسي، حيث وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، يوم الأربعاء، هذا الاعتقال بـ”غيرالمبرر”و”غير المقبول”.
وفي تصريحاته لقناة “فرانس إنفو تي في”، عبّر بارو عن استغرابه من الاتهامات التي وجهت إلى صنصال، مشددًا على أنها تفتقر إلى أي مصداقية بناءً على أنشطة الكاتب وأعماله الفكرية.
وتم توقيف صنصال، في مطار الجزائر العاصمة في منتصف الشهر الجاري، ليُزج به في السجن دون الكشف عن تفاصيل دقيقة حول التهم الموجهة إليه.
هذا الإجراء أثار قلقًا كبيرًا في الأوساط الثقافية والسياسية، خاصة أن صنصال لطالما عُرف بكتاباته النقدية ومواقفه الجريئة، التي قد لا تحظى دائمًا بقبول لدى السلطات الجزائرية.
من جهتها، دعت العديد من المنظمات الحقوقية والمثقفين إلى الإفراج الفوري عن الكاتب، معتبرة أن اعتقاله يمثل تهديدًا لحرية التعبير وتضييقًا على المثقفين في المنطقة، كما طالبت فرنسا، على لسان وزير خارجيتها، بتوضيحات رسمية من الجانب الجزائري حول ملابسات القضية وأسباب التوقيف.
ورغم العلاقات المتوترة بين باريس والجزائر في العديد من الملفات، يبدو أن هذه الحادثة قد تضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد، خاصة أن اعتقال شخصية بارزة مثل صنصال يسلط الضوء مجددًا على قضايا الحريات وحقوق الإنسان في الجزائر. في المقابل، تلتزم السلطات الجزائرية الصمت حيال القضية، ما يترك المجال مفتوحًا أمام التكهنات والتساؤلات حول خلفيات هذا الإجراء وتداعياته المحتملة على العلاقات بين البلدين.
تظل قضية بوعلام صنصال اختبارًا جديدًا لمدى التزام الجزائر بحماية الحريات الأساسية، بينما يترقب المتابعون الخطوات القادمة من باريس والجزائر بشأن هذه الأزمة التي تتجاوز حدود الكاتب لتلامس ملفات أعمق وأوسع بين البلدين.
اقرأ أيضا…
فائزون بـ”نوبل للآداب” يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال