إنصافا لسعيد الناصري
سبق لي أن شاهدت بعض السكيتشات للفنان سعيد الناصري، وما اثارني فيها، بعدها السياسي والإجتماع، وما أثارني فيها كذلك، كونه يمتح من حيث طريقة الأداء من معين بزيز المغتال فنيا.
قبل يومين ، شاهدت شريط نايضة، الذي يجسد المقولة المشهورة : “نايضة النيت”، وأنا أتابع بآهتمام متتاليات الشريط لاحظت أن الجانب الفني (عمق المشاهدة، زوايا التصوير . الإنارة، خلفية الصور،حركة بعض الممثلين . إلخ) تنقصه العديد من تقنيات حبكة الصورة وتأطيرها، لكن في المقابل، أرى أن الموضوع قدم وكأنه مرافعة سياسية وآجتماعية مهمة، لقد كشفت مشاهد الشريط عن:
** بؤس الأحياء الشعبية التي تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة .
** تفشي البطالة في صفوف الشباب الذين لا يجدون أمامهم لقتل الوقت وقتل انفسهم سوى المقهى ..
** الظلم الذي يلحق المواطن الفقير الذي لا يجد العناية الصحية الكافية من طرف الدولة. ولا يجد مالا يعالج به نفسه في مصحات النهب الخاصة ..
** جبن ونفاق المنتخبين والحكومة التي تضع مصالح المواطنين في أسفل أجندتها .
** تضامن المواطنين مع من يدافع عن مصالحهم .
** قساوة الحرمان، و تراكم الضغط على المواطن الذي يجد نفسه في الأخير مدفوعا بدون وعي منه إلى التطرف والإنفجار ..
نعم هذه قضايا من القضيا المهمة التي تهم حياة الناس اليومية إمتلك الشريط الجرأة لطرحها و تقديمها في شكل يمزح بين الفكاهة والدراما .
شريط نايضة يبقى أهم بكثير – من ناحية طرح مشاكل الناس سنمائيا – من الخردة التي تقدم في القنوات المغربية . وحتى على الشاشة الفضية في البلاد .ولا ينجو من كومة تلك الخردة سوى النزر القليل من الأشرطة السينمائية . وفي آعتقادي أن نايضة يمكن تصنيفه ضمن ذلك النزر ..
صحيح أن سعيد الناصري يعيد تكرار نفسه من حيث طريقة الأداء، لكنه وهذا يحسب له نجده يقتحم قضايا آجتماعية حساسة يعتبر إقتحامها من طرف البعض خطوطا حمراء لا يجب تجاوزها خوفا من العقاب والتهميش.
أما الناصري- وهذه نقطة من نقط قوته- فإنه يتحاوز تلك الخطوط. ويبدو ذلك واضحا من خلال نقده الصريح للحكومة والمنتخبين على حد سواء في شريط نايضة، وإلا لماذا تم منعه من العرض في القاعات السينمائية؟، هذه الملاحظة وحدها تعطي لنايضة كامل المشروعية..