
ناس الغيوان تشعل حماس الجمهور في حفل استثنائي بستراسبورغ
ألهبت مجموعة “ناس الغيوان” حماس الجمهور في حفل استثنائي احتضنته مدينة ستراسبورغ، مساء الأحد 25 يناير الجاري، وسط حضور حاشد غلب عليه أفراد الجالية المغربية المقيمة بجهة “غراند إيست” الفرنسية.
بأنغامها الساحرة وإيقاعاتها الفريدة التي رسخت مكانتها كظاهرة موسيقية مغربية متفردة، قدمت المجموعة لجمهورها جرعة من الحنين والشغف، في رحلة موسيقية غنية جسدت عمق الإرث الثقافي والفني للمغرب.
افتتحت الفرقة الحفل بأداء مجموعة من أغانيها الشهيرة، مثل “الله يا مولانا”، “الصينية”، “فين غادي بيا خويا”، و”مهمومة”، التي لاقت تجاوباً كبيراً من الجمهور. ومع كل أغنية، ردد الحاضرون الكلمات بصوت واحد، في مشهد يعكس شغفهم بهذا التراث الفني الخالد الذي تجاوز الأجيال والحدود.
وفي حديث صحافي، عبّر يوسف، وهو طالب مغربي يدرس في ستراسبورغ، عن انبهاره بالأجواء قائلاً: “رؤية هذا العدد الكبير من المغاربة مجتمعين هنا للاحتفاء بموسيقانا تُشعرنا بالفخر. ناس الغيوان ليست مجرد فرقة، بل هي رمز لذاكرتنا الجماعية التي يجب أن نحافظ عليها.”
أما أمينة، التي حضرت الحفل مع عائلتها، فقالت: “ناس الغيوان ليست مجرد مجموعة موسيقية، بل هي جزء من هويتنا الثقافية. هذا الحفل جعلني أشعر بالارتباط بجذوري أكثر من أي وقت مضى.”
تميزت الأمسية بالأداء المبهر لأعضاء المجموعة، الذين أظهروا براعتهم في المزج بين التراث والإيقاعات الحديثة، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي توّج الحفل بترديد النشيد الوطني المغربي جماعياً في لحظة مؤثرة عبرت عن حب الوطن والاعتزاز بالهوية المغربية.
الحفل، الذي نظم بشراكة مع القنصلية العامة للمغرب في ستراسبورغ وجمعية “ستراسبورغ بلورييل”، حمل طابعاً خاصاً ليس فقط كعرض موسيقي، بل كجسر لتعزيز روابط أفراد الجالية المغربية بوطنهم الأم.
وفي هذا السياق، أوضح جمال بوصيف، رئيس جمعية “ستراسبورغ بلورييل”، أن “هذا الحدث لم يكن مجرد حفل موسيقي، بل مناسبة لتعزيز روح الانتماء والتعريف بثراء الثقافة المغربية أمام جمهور متنوع.”
الحفل يأتي ضمن جولة دولية تنظمها “ناس الغيوان” للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسها. ورافق المجموعة في هذه المناسبة أوركسترا الموسيقى الأندلسية، التي أضفت لمسة أصيلة على الأمسية، مما عمّق من جماليات العرض وأبرز تنوع التراث الموسيقي المغربي.
وفي الختام، عبّر أعضاء الفرقة عن سعادتهم البالغة بالتفاعل الحار من الجمهور، مؤكدين أن هذه اللقاءات تعكس المكانة الراسخة للفن المغربي في قلوب المغتربين، وتجدد ارتباطهم بثقافتهم وهويتهم.