
«خط التماس» يتوج بالجائزة الكبرى في ختام مهرجان الإسماعيلية بمصر للأفلام التسجيلية
اختتم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة فعاليات دورته السادسة والعشرين بمدينة الإسماعيلية بمصر، وسط أجواء احتفالية عكست روح التقدير للفن السينمائي المستقل والتجريبي، حيث تألق الفيلم الفرنسي «خط التماس» للمخرجة “سيلفي باليو” بحصوله على الجائزة الكبرى في فئة الأفلام التسجيلية الطويلة.
وخصص المهرجان، الذي ترأسته المخرجة هالة جلال، هذه الدورة لتكريم المخرج الراحل علي الغزولي، أحد أبرز الأسماء في مجال السينما التسجيلية، و الذي كان حافلًا بالعروض والفعاليات التي أبرزت التنوع السينمائي من مختلف أنحاء العالم.
وبدأ الحفل الختامي بعرض فيلم قصير وثّق اللحظات المميزة التي شهدها المهرجان على مدار ستة أيام، متضمّنًا لقطات من العروض السينمائية، فضلا عن الندوات، وأورش العمل التي جمعت صُنّاع الأفلام والجمهور في حوارات ثرية حول قضايا السينما المعاصرة، فيما قدمت الإعلامية رباب الشريف الحفل.
وعبرت رئيسة المهرجان هالة جلال، في كلمتها عن فخرها بنجاح هذه الدورة رغم التحديات التي واجهت فريق التنظيم، مؤكدة أن المهرجان استطاع استقطاب اهتمام الجمهور والنقاد بفضل جودة الأفلام المختارة والتفاعل الكبير مع الأنشطة المصاحبة، كما أشادت بالدور الذي لعبته محافظة الإسماعيلية في استضافة الفعاليات، متمنية أن تشهد الدورات المقبلة مزيدًا من التطوير والتوسع، خصوصًا فيما يتعلق بالجانب التنظيمي والخدمات المقدمة للضيوف.
و في ختام كلمتها، وجّهت رسالة دعم إلى صناع الأفلام الشباب، مؤكدة أن المشاركة في المهرجانات السينمائية تمثل فرصة لا تُقدّر بثمن، سواء حصل الفيلم على جائزة أم لا، وشكرت جمهور الإسماعيلية على حضوره وتفاعله مع العروض.
فيما ألقى الدكتور خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، كلمة نيابةً عن وزير الثقافة، حيث نقل تحيات الوزير للمشاركين، مشيدًا بالدور الريادي الذي يلعبه مهرجان الإسماعيلية في دعم السينما التسجيلية والقصيرة، معتبره منصة دولية تمنح مساحة لصُنّاع الأفلام المستقلين لعرض رؤاهم الإبداعية، هذا و أكد أن المركز القومي للسينما حريص على تقديم كل أشكال الدعم لضمان استمرارية هذا المهرجان وتعزيز مكانته عالميًا.
وكان تكريم الشخصيات البارزة في المجال السينمائي كان من أبرز محطات الحفل، حيث نال المخرج فاروق عبد الخالق تكريمًا خاصًا تقديرًا لمسيرته السينمائية الغنية، وأكد في كلمته أن السينما الوثائقية تحمل مسؤولية توثيق الذاكرة البصرية للأحداث والتاريخ.
كما تم تكريم المخرج العالمي روس كوفمان، والدكتورة نجوى محروس، عميدة المعهد العالي للسينما، لدورها الأكاديمي في تخريج أجيال من صناع الأفلام.
على صعيد الجوائز، حملت نتائج المسابقات الرسمية تأكيدًا على التنوّع في الأساليب السردية والمعالجات الفنية التي قدمها المشاركون، ففي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فاز فيلم «بالاشتراك مع شبح» للمخرج محمد صلاح بجائزة أفضل فيلم، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى «عيد استقلالي» للمخرجة كوستانزا ماجلوف، ونال فيلم «الطفل الثاني» للمخرج لوو رنشيواو إشادة خاصة في فئة أفلام التحريك، كما حصل فيلم «حيث يزهر الياسمين دائمًا» للمخرج حسين بستوني على جائزة أفضل فيلم، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «لمسة إلهية» من إخراج ميلودي بوليسيير وبوجدان ساماتان.
أما في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فقد تُوّج فيلم «منثور بيروت» للمخرجة فرح نابلسي بجائزة أفضل فيلم، بينما حصل «روز» للمخرجة أنيكا ماير على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما نال فيلم «الخروج من خلال عش الوقواق» للمخرج نيكولا إيليك إشادة خاصة.
الجائزة الكبرى في فئة الأفلام التسجيلية الطويلة ذهبت إلى الفيلم الفرنسي «خط التماس» للمخرجة سيلفي باليو، الذي استطاع أن يلفت الأنظار بمعالجته السينمائية العميقة لموضوعه، بينما حصل فيلم «بروناوبارك» للمخرجين فيليكس هيرجيرت ودومينيك تي يستلوف على جائزة لجنة التحكيم.
وبذلك اتبث مهرجان الإسماعيلية مجددًا مكانته كأحد أبرز المنصات السينمائية المتخصصة في المنطقة، جامعًا بين الإبداع والتجريب، ومقدّمًا مساحة لصُنّاع الأفلام المستقلين لعرض أعمالهم أمام جمهور متعطش لاكتشاف تجارب بصرية جديدة.
ومع إسدال الستار على هذه الدورة، يبقى الأمل معلقًا بأن تستمر السينما التسجيلية والقصيرة في التوهج، مؤثرةً في الوعي الإنساني ومساهمةً في إثراء المشهد الثقافي العالمي.