
أظهرت بيانات ملاحية أن سفينة متجهة لإسرائيل رست صباح أمسالأحد في ميناء الدار البيضاء عند الساعة 4:48 بتوقيت غرينتش، وذلك رغم موجة الرفض الشعبي والاحتجاجات التي شهدتها مدن مغربية رفضا لدخول السفينة إلى موانئ المغرب.
كشفت البيانات ذاتها أن السفينة “ميكسو ميرسك” التي تحمل رقم التسجيل “9220885”، وهي تابعة لشركة “ميرسك” الدانماركية، وترفع علم هونغ كونغ، استمرت ظلت تدور في محيط الميناء منذ وصولها في 18 أبريل، قادمة من المياه القريبة من السواحل الإسبانية.
ولم تشأ سلطات الموانئ المغربية ولا شركة ميرسك الإدلاء بتعليق لوكالة فرانس برس.
وذكرت حركة مقاطعة إسرائيل في تدوينة عبر منصة “إكس” مساء أول أمس السبت أن “الجماهير المغربية وعمال الميناء ساهموا في عرقلة مسار السفينة، التي تُعد جزءا من أسطول الشركة الدانماركية المتواطئة في تغذية الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد غزة”.
وكان، دعا المكتب الجهوي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بجهة الدار البيضاء جميع العمال والمستخدمين والأطر إلى عدم التعامل مع السفينة الدنماركية “NEXOE MAERSK”، بأي شكل من الأشكال، سواء في مهام التفريغ، التزود، التموين، الشحن، القطر، أو أي خدمات لوجستية أخرى مرتبطة بها.
وقال المكتب النقابي، في النداء، أن هذه السفينة ستصل إلى ميناء الدار البيضاء يوم الجمعة 18 أبريل 2025، ثم إلى ميناء طنجة يوم الأحد 20 أبريل 2025، مسجلةً أنها “محمّلة بشحنات عسكرية موجهة لدعم جيش الاحتلال الصهيوني في عدوانه المتواصل على شعب فلسطين الصامد”.
وذكرت النقابة أن السفينة متهمة بنقل معدات عسكرية، من بينها قطع غيار لطائرات إف-35 الحربية، إلى جانب إمدادات أميركية “فتاكة”، في سياق الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
و شهد المغرب، أمس الأحد 20 أبريل 2025، خروج مسيرات شعبية حاشدة في طنجة والدار البيضاء ومدن أخرى، رفضاً لرسو سفن شركة الشحن العالمي “ميرسك” في موانئ البلاد.
وفضلا عن المسيرة التي شهدها ميناء طنجة المتوسط، خرج الآلاف في مسيرة موازية نحو ميناء طنجة المدينة، وهي المسيرة التي عرفت تدخلات من قوى الأمن بهدف تطويقها ومنعها من دخول منطقة الميناء، التي وقفت حاجزا أمام المتظاهرين للحيلولة دون دخولهم إلى منطقة ميناء المدينة.
وشهد ميناء الدار البيضاء أول أمس السبت وقفة احتجاجية شارك فيها مئات النشطاء المغاربة، مطالبين السلطات برفض رسو السفينة، في ضوء الاتهامات المتعلقة بنقلها معدات عسكرية إلى إسرائيل.
وعرفت المظاهرة في مدينة الدار البيضاء تدخلاً أمنياً لمنعها من التحرك من ساحة المارشال، قبل أن يتمكن المتظاهرون من تجاوز الحاجز الأمني الأول، والسير في مسيرة حاشدة جرى منعها من التقدم نحو ميناء الدار البيضاء، في تقاطع شارعي الحسن الأول والجيش الملكي.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بطرد السفينة وعدم استقبالها، وعدم جعل الموانئ المغربية تتلطخ بدماء الفلسطينيين، إلى جانب المطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال، وطرد القائم على أعماله.
وفي طنجة لم يقتصر الأمر على مسيرة واحدة، بل عرفت مسيرتان شعبيتيان الأولى انطلقت من ضواحي المدينة في القصر الصغير، حيث نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين مسيرة حاشدة توجهت إلى ميناء طنجة المتوسط، فيما المسيرة الثانية، التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع انطلقت من وسط المدينة، و توجهت من هناك صوب مقر إدارة الميناء، قبل أن تتدحل قوات الأمن لمنعها من الوصول إليه.
هذا، وكانت نفت شركة “ميرسك” الدولية التي تشغل السفينة ومقرها في الدنمارك، “الادعاءات المتداولة بشأن رسو سفينة إسرائيلية محملة بالأسلحة أو الذخيرة في ميناء طنجة، مؤكدة أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس طبيعة الشحنات التي تنقلها سفنها”.
وقالت الشركة في بيان لها، الجمعة، على أن “جميع عملياتها التجارية تخضع لأعلى معايير الامتثال للقوانين الدولية، وترتكز على مبادئ السلوك المسؤول في مجال الأعمال، بما في ذلك الميثاق العالمي للأمم المتحدة والمبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية”.
اقرأ أيضا…
حقوقيون يعتبرون فتح الموانئ المغربية لسفن “مايرسك” خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني