منوعات

محمد رمضان و تفاعلات أزمة الأزياء في “كوتشيلا”

في خطوة أثارت المزيد من الجدل، خرج الفنان المصري محمد رمضان عن صمته أخيراً، ليقدّم رده المنتظر حول الجدل العاصف الذي رافق إطلالته في الحفل الأول بمهرجان “كوتشيلا” الشهير في الولايات المتحدة الأميركية، حيث وصفت إطلالته بأنها مستفزة للبعض وغير مألوفة للبعض الآخر، و أثارت ردود فعل متباينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت في موجة انتقادات عنيفة طالت الفنان، ليس فقط بسبب جرأة الزي، بل بسبب ما اعتبره البعض تجاوزاً للحدود المتعارف عليها في اللباس الفني، خاصة حين يتعلق الأمر بفنان ذي قاعدة جماهيرية واسعة في العالم العربي.

تجد الإشارة أن رمضان اختار توقيت الرد بعناية، وظهر في مقطع فيديو بثه عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليكشف أنه آثر التريث وعدم التفاعل السريع مع سيل الانتقادات، مفضلاً التركيز على الحفل الثاني الذي أحياه على مسرح “كوتشيلا”.. ، و في مداخلته المصورة، بدا رمضان حريصاً على توضيح خلفيات المشهد، مؤكداً أن ظهوره في المهرجان لم يكن مجرد استعراض بل رسالة تمثيلية، يحمل فيها اسمه واسم بلده وجمهوره، أولئك الذين وقفوا إلى جانبه منذ بداياته الفنية.

فيما أوضح الفنان في تبريره للملابس التي أثارت العاصفة، أن الأمر لم يكن قط انجراراً وراء إثارة رخيصة، بل محاولة لتجسيد طابع فرعوني مستوحى من رمزية الحضارة المصرية القديمة، و في ذات السياق، وجه الشكر لمصممة الأزياء التي أشرفت على تصميم الزي، مستدركاً أن قِصر الزي ربما يعود إلى افتقارها لبعض الإكسسوارات المعدنية التي كان من شأنها إكمال الصورة المقصودة، ما جعله يظهر بشكل أثار الكثير من التأويلات.

لكن محمد رمضان لم يكتف بتبرير الشكل الظاهري، بل ذهب إلى ما هو أكثر من ذلك ، مخاطباً جمهوره مباشرة بلغة عاطفية تجمع بين الدفاع عن النفس والاعتزاز بمسيرته الفنية، و قد شدد على أن من يعرفه جيداً يدرك أنه لم يسبق له أن ارتدى ملابس نسائية لا في فيلم ولا في مسلسل، مع احترامه الكامل لمن اختاروا خوض هذا النوع من الأدوار، واستعاد بعض الإشارات الفنية قائلاً إن ارتداءه للحلق في بعض الأعمال لم يكن إلا في سياقات فنية محضة، بينما في حياته الشخصية لم يفعلها ولن يفعلها على حد تعبيره، وكأنّه يفرق بوضوح بين الشخصية الفنية التي يؤديها والشخص الذي يقف خلف الأضواء.

غير أن أكثر ما شد الانتباه في تصريحاته كان ختام الفيديو، حين اختار رمضان جملة جريئة وصادمة قال فيها إن “محمد رمضان الذي يعرفه الجمهور، لا يرتدي ملابس نسائية داخلية، بل يقوم بفكها فقط”، وهي عبارة فتحت أبواب تأويل جديدة وتسببت في موجة تفاعل واسعة بين مؤيدين يرونها دليلاً على جرأته وتمرده، ومنتقدين اعتبروها استفزازية وغير لائقة.

و ما بين الدفاع والتفسير، وبين محاولة السيطرة على السرد الإعلامي، يبدو أن محمد رمضان لم يكتفِ بالرد، بل أراد توجيه رسالة أوسع عن مفهوم الهوية الفنية، عن حدود الجسد في التعبير المسرحي، وعن مدى استعداد الفنان لتحمّل عبء التمثيل الرمزي أمام جمهور لا يرحم. وفي خضم هذه الزوبعة، يبقى رمضان رقماً صعباً في معادلة بين الفن الهابط في نظر البعض و فتوة شاشة المصرية في نظر الآخرين، لا سيما حين يختار أن يتحدث، بعد أن يكون قد فعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى