الرئسيةميديا وإعلام

إهانة صحافية في قلب العيون تثير الغضب

في واقعة أثارت موجة من الغضب والاستياء داخل الأوساط الصحافية والحقوقية، كشفت الصحافية غلانة كزيزة، مراسلة “نون النسوة”، عن تعرضها لإهانة لفظية ومحاولة اعتداء جسدي من طرف مصور تابع لحزب سياسي، وذلك أثناء تغطيتها لأشغال مايسميه حزب التجمع الوطني للأحرار بجولات “مسار الإنجازات” بمدينة العيون.

وقالت كزيزة في بيان  نشرته على صفحتها، إنها لم تتوقع أن تتحول مهمة صحافية إلى محنة تمس كرامتها كامرأة وصحفاية مغربية، موضحة أن المصور القادم من الدار البيضاء تلفظ في حقها بكلمات نابية، واصفا إياها بأنها “غير مربية”، قبل أن يحاول الاعتداء عليها لفظيا وجسديا أمام عدد من الحاضرين.

الحادثة لم تكن مجرد إساءة شخصية

وأكدت كزيزة أن الحادثة لم تكن مجرد إساءة شخصية، بل اعتبرتها طعنة في كرامة كل امرأة مغربية صحراوية، بل وكل إنسان يحمل في داخله احتراما للذات والمهنة.

وأضافت: “أنا ابنة عائلة شريفة، تربيت على قيم الاحترام والكرامة، ولم أهن أحدًا يومًا، فكيف يُسمح لغريب عن تربية أرضي وثقافتها أن يعتدي علي”.

ووجهت الصحافية رسالة مباشرة إلى مسؤولي الحزب، مطالبة إياهم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية: “كيف يُسمح لمصور لا يعرف معنى المهنية أن يمثل حزبًا كبيرًا؟ أين احترامكم لأهل المنطقة؟ أين التكوين الأخلاقي لمن يشتغلون تحت رايتكم؟”.

ورغم ما حدث، فإن كزيزة أعربت عن فخرها بوقوف أحد المنتخبين  الذي أشارت إليه بلقب “فان” إلى جانبها دفاعا عن كرامة المرأة، مؤكدة أن صمت الآخرين لم يكن مستغربا، لكنها أضافت بثقة: “صمتي أمامكم ليس ضعفا، بل إيمانًا بأنكم تدركون حجم الجرح وعمق الإهانة”.

سأظل أحمل قلمي مرفوعًا وكرامتي عصية على الانكسار

واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن مثل هذه المواقف لن تثنيها عن أداء رسالتها الإعلامية: “سأظل أحمل قلمي مرفوعًا، وكرامتي عصية على الانكسار، وسيبقى صوتي يصدح بالحق مهما كثر المتطفلون”.

الواقعة أعادت إلى الواجهة قضية الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها الصحفيات، وطرحت أسئلة حول أخلاقيات العمل الحزبي، ومدى احترام الفاعلين السياسيين للمهنة الإعلامية ولخصوصية ثقافة الأقاليم الجنوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى