
تستعد جماعة أقصري، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم أكادير إداوتنان، لاحتضان فعاليات “مهرجان العسل والمنتوجات المحلية”، في نسخة جديدة تنظمها جمعية مهرجان العسل بشراكة مع ولاية جهة سوس ماسة، ما بين 17 و19 يوليوز الجاري، تحت شعار: “التسويق الترابي للمؤهلات الطبيعية والسياحية بأقصري”.
الدورة الحالية، التي تأتي بعد نسخة إيموزاراداوتنان، تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في مضمون المهرجان، سواء على مستوى البرمجة الفنية والثقافية، أو من خلال محاولة ربط المنتوج المحلي بالهوية المجالية والترويج السياحي.
وحسب بلاغ للمنظمين، فإن مركز جماعة أقصري سيحتضن معرضًا متنوعًا لمنتوجات العسل والمنتجات المجالية والصناعة التقليدية، إضافة إلى تنظيم سهرات فنية يشارك فيها فنانون من الأغنية الأمازيغية والشعبية، إلى جانب فرق موسيقية محلية.
انعاش مسار “طريق العسل”، إلى جانب جولات جبلية مشيًا على الأقدام وركوبًا على الخيول
من أن الطابع الترويجي للمهرجان لا يقتصر على الترفيه، بل يتجاوزه إلى ورشات علمية وتكوينية لفائدة العارضين والمهنيين، في محاولة لتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في التسويق والتثمين، وهي خطوة طالما نادت بها أصوات محلية ظلت تطالب بتجاوز المهرجانات المناسباتية نحو مقاربات تنموية مستدامة.
وسيتميز برنامج هذه الدورة أيضًا بتنظيم سباق للدرجات الجبلية على مسافة 60 كيلومترًا، من شأنه أن ينعش مسار “طريق العسل”، إلى جانب جولات جبلية مشيًا على الأقدام وركوبًا على الخيول، وعروض للسيارات العتيقة، وهي أنشطة ذات طابع سياحي تراهن على جذب الزوار وإبراز ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية.
ومن أجل توسيع قاعدة الاستفادة المجتمعية، تتضمن البرمجة حملة طبية بشراكة مع المديرية الإقليمية للصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فضلاً عن تخصيص جناح خاص بالوحدات السياحية المحلية للتعريف بخدماتها في أفق تحقيق تكامل بين المهرجان والنسيج الاقتصادي للمنطقة.
في المقابل، ورغم طموح اللجنة المنظمة في تسويق مؤهلات أقصري الترابية، تبقى بعض التحديات قائمة، من بينها محدودية البنية التحتية، وضعف الاستدامة في المشاريع المواكبة لمثل هذه المبادرات، ما يطرح سؤال الأثر الفعلي لهذه التظاهرات على المدى الطويل.