الرئسيةسياسةصحة

يحدث بالمصحات الخاصة…نساء يلدن على حافة الموت

أكادير في يومه الثلاثاء 8 يوليوز الجاري، حوالي الساعة 10 ليلا، شهدت مصحة خاصة بحي تالبرجت وفاة شابة حامل تبلغ من العمر 20 سنة، في ظروف وصفت بالمأساوية، وسط ترجيحات بوجود خطأ طبي مرتبط بالتخدير (البنج)أثناء الولادة.

بقلم: بثينة المكودي

في بلد يفترض أن تكون فيه المصحات الخاصة على الاقل ملاذا آمنا، حيث تدفع الفواتير الثقيلة على أمل تلقي “رعاية أفضل”، تموت شابة في مقتبل العمر وهي تتهيأ لاستقبال حياة جديدة، لكنها، عوض أن تمنح فرصة الأمومة، منحتها المصحة شهادة وفاة مختومة بالصمت.

ما الذي يحدث في غرف العمليات حين يغيب الضمير ويترك الجسد تحت رحمة جرعة بنج قاتلة؟ من يراقب هؤلاء الذين يختبئون خلف جدران أنيقة وأجهزة لامعة، بينما تُزهق الأرواح في صمت.

تحوّل الانتظاره إلى مأتم

ليلة ثلاثاء من قلب أكادير، خرج خبر جديد، لكن القصة نفسها؛ “امرأة، دم، فاجعة، ومصحة”. الفرق الوحيد أن الضحية اليوم لم تكن مريضة، بل شابة بصحة جيدة، تنتظر مولودها، فتحوّل انتظاره إلى مأتم.

مصادر متطابقة تحدثت عن كون الشابة، التي كانت بصحة جيدة، لفظت أنفاسها الأخيرة بعد خضوعها لتدخل طبي لم يتم بعد الكشف عن تفاصيله الدقيقة، فيما تشير المعطيات الأولية إلى احتمال وقوع مضاعفات ناتجة عن التخدير.

الحادث استنفر أسرة الضحية وبعض النشطاء الحقوقيين، الذين طالبوا بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة كل من ثبت تورطه، خاصة وأن الحديث يدور عن حالة وفاة داخل مؤسسة صحية يُفترض فيها احترام المعايير الطبية الصارمة، لا سيما في ما يخص سلامة المرضى خلال عمليات التخدير والتدخلات الجراحية.

لا تصريح رسمي للمصحة المعنية

ولم يصدر إلى حدود الساعة أي توضيح رسمي من المصحة المعنية أو من السلطات الصحية بالمدينة، فيما يسود استياء واسع وسط الرأي العام المحلي، الذي يتابع بقلق تكرار مثل هذه الحوادث داخل بعض المصحات الخاصة دون محاسبة واضحة.

التحقيقات المرتقبة في هذه القضية قد تفتح من جديد النقاش حول مراقبة المصحات الخاصة ومدى احترامها للبروتوكولات الطبية، خاصة في ما يتعلق بسلامة النساء الحوامل في مراحل حساسة من المتابعة والعلاج.

ما حدث في قلب أكادير ليس مجرد “حادث طبي” عابر، بل صفعة صادمة في وجه كل الشعارات الرسمية التي تتغنّى بتجويد العرض الصحي وتطوير المنظومة الطبية.

أن تفارق شابة حامل في ربيعها العشرين الحياة داخل مصحة يفترض أنها “خاصة” و”مؤهلة”،فقط بسبب جرعة بنج قاتلة أو إهمال مهني فجّ، فذاك ليس قضاء وقدر، بل جريمة مغطاة برداء الاستهتار، نحن أمام واقع صحي أصبح فيه الموت “خطأ عرضيا”، وصرخة الأم الثكلى مجرد إزعاج في صمت غرف العمليات.

فأي منظومة هذه التي تُزهق فيها الأرواح وتُطوى الملفات في رفوف الصمت؟ وأي عدالة هذه التي تتلكأ حين يكون الجاني مغطى بالوزرة البيضاء.

 

اقرأ أيضا…

منها فرض علاجات غير ضرورية..المصحات الخاصة تستحود على غالبية مرجوعات الضمان الاجتماعي والكنوبس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى