
رفض مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال الندوة الصحافية الأسبوعية الإجابة عن الأسئلة التي طرحت عليه بخصوص المطالب الاجتماعية والتنموية التي ترفعها ساكنة آيت بوكماز، ومدى استعداد الحكومة للتفاعل والاستجابة لهذه المطالب، وفضل مقابل ذلك الإسهاب في الحديث عن مونديال 2030.
واستطاعت المسيرة الاحتجاجية لساكنة آيت بوكماز الوصول إلى مدينة أزيلال، أمس الخميس، حيث عقد ممثلون عن المحتجين لقاء مع عامل الإقليم استعرضوا خلاله المشاكل والمطالب، في ذات الوقت التي فضل فيها الناطق الرسمي باسم حكومة أخنوش مجرد التفاعل مع أسئلة صحافية تخص هذه المسيرة.
وذكرت مصادر من عين المكان، أن عامل أزيلال قدم وعودا شفوية بالاستجابة عبر حل ثلاث نقاط من المطالب الخمسة الأساسية للساكنة وذلك في غضون 10 أيام.
و في مشهد مؤلم يختزل سنوات من التهميش والإقصاء، قضى سكان الدواوير المحتجون ليلتهم في العراء على جنبات الطريق الإقليمي رقم 3110، في منطقة تغيب فيها الإنارة، والمرافق الصحية، وحتى شبكات الاتصال، حيث حمل المواطنون من مختلف الفئات إيمانهم بأن الاحتجاج السلمي لا يزال وسيلة لإيصال الصوت في بلد يُفترض أنه يربط المسؤول بالمواطن بخيط المحاسبة والمواطنة.
الطريق 3110.. بين الشعارات والخراب
الطريق التي تربط دواوير أيت بوكماز بطريق أزيلال-تبانت تم إنجازها منذ عقود بتمويل محدود، ومنذ ذلك الحين لم تعرف سوى عمليات “ترقيع” موسمية تذوب مع أول موجة أمطار.
ورغم إدراج الطريق ضمن برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية الذي انطلق سنة 2017، إلا أن المشروع الخاص بها لم يُنجز حتى اليوم. وتشير شهادات محلية إلى أن مشروع تهيئة الطريق تم برمجته سنة 2019، لكنه لم يتجاوز المراحل الورقية.
وفي اتصال هاتفي مع ناشط حقوقي محلي، علي أيت واكريم، أوضح أن: “ما يقع في أيت بوكماز فضيحة تنموية، فالناس لا يطلبون لا منصب ولا تعويض، فقط يريدون ألا تُنقل جثث موتاهم عبر البغال بسبب غياب الطريق”.
عزلة تقتل… وتنمي الهجرة
غياب الطريق يعني عزل السكان عن الخدمات الأساسية، من تعليم وصحة وتسويق للمنتوجات الفلاحية، وقد رصدت تقارير جمعوية تزايد نسبة الهجرة من المنطقة نحو المدن بنسبة تفوق 28% خلال السنوات الخمس الأخيرة، خاصة في صفوف الشباب، بسبب غياب البنى التحتية وشعورهم بانعدام الأفق.