الرئسيةميديا وإعلام

حقيقة المنشورات بخصوص الجدارية التي تقع قبالة محطة القطار في مراكش

أ ف ب/ تداول مستخدمون وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي صورة جدارية لمواطن مغربي رسمت على حائط في مراكش، قيل إنها لفنان ألماني رسمها تقديرا لأمانة المواطن المغربي الذي أعاد له محفظة نقوده الضائعة، فيما يشير البعض إلى أن الفنان أعاد رسم الجدارية مرة ثانية بعدما خربها سكان محليون.

يتضمن المنشور صورة لجدارية شهيرة تقع قبالة محطة القطار في مدينة مراكش.

وتسرد المنشورات التي حظيت بآلاف المشاركات عبر صفحات عدة أن اللوحة لم ترق للسكان فخربوها ما دفع بالرسام الألماني الذي رسمها في البداية للعودة لإصلاحها.

وتدعي المنشورات أن اللقاء بين الرسام وصاحب الوجه المرسوم حدث حينما فقد الرسام محفظة نقوده فوجدها مواطن مغربي وأعادها له ليقرر الفنان تكريمه برسمه على جدار في مراكش.

وأثارت القصة تفاعلات المستخدمين الذين أشادوا بأمانة المواطن المغربي فيما استنكروا ما “تخريب” الجدارية، وذلك بالتزامن مع انتشار أخبار عن إعادة رسمها.

إلا أن التفاصيل التي وردت في هذه المنشورات بعيدة عن الواقع.

فالجدارية موجودة منذ سنوات ولم تسجل أي حوادث لتخريبها أو محوها.

وفي سنة 2017، أثارت هذه اللوحة ضجة بعدما غطتها لافتة إعلانية لأحد المصارف، ما أثار غضب المواطنين على مواقع التواصل ودفع بالمصرف إلى إزالة الإعلان.

وفي شهر نوفمبر الماضي، التقطت صحفية في وكالة فرانس صورة للجدارية من دون أن تظهر عليها أي آثار تخريب.

وفي حديث لوكالة فرانس برس قال الفنان الألماني، هندريك بيكيرش الذي رسم الجدارية إنه ارتأى إعادة رسمها من الصفر بدل التعديل عليها فقط لأسباب تقنية بعدما تأثرت بأشعة الشمس وعوامل الطقس.

وأضاف بيكيرش “ربما حزن البعض بعدما لاحظوا اختفاء الجدارية، لكن الجميع الآن سعيد بعدما شاهدوا عودتها”.

وأنجزت الجدارية أول مرة بين سنة 2015 و2016 في إطار مشروع “تتبع المغرب” الذي أطلقه هندريك بيكيرش بالتعاون مع مؤسسة مونتريسو الفنية.

وعمل الفنان الألماني من جديد على رسمها وإنجازها تزامنا مع افتتاح معرض لأعماله في مراكش.

نسجت المنشورات قصة عن أمانة الرجل الظاهر في الجدارية وزعمت أنه التقى الفنان الألماني حينما أعاد له محفظة نقوده، إلا أن هذه القصة كذلك غير حقيقية.

فقد نفت مسؤولة في مؤسسة مونتريسو لوكالة فرانس برس صحة الرواية وأكدت أن الشخص المرسوم اسمه عزيز ويعمل لديهم في المؤسسة حيث التقى بهندريك.

من جهته قال هندريك إنه حين التقى بعزيز في مونتريسو رأى فيه “تجسيدا للشخص المغربي، أو الأب المغربي” ما ألهمه لرسمه على جدارية كبيرة “تعكس رؤيته الفنية”.

وعزيز هو واحد من شخصيات مغربية عديدة رسمها هندريك على جدران في مدن عدة حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى