
نعم الدار البيضاء بلا فرامل! +فيديو
بقلم بثينة المكودي
في الدار البيضاء، حيث تختلط ناطحات السحاب بالأسلاك المتدلية، ومشاريع التحديث بالحفر اللامتناهية، لا تزال شوارع المدينة تبرع في إنتاج العجائب اليومية، فبعد عربات “الكارو” التي نجت من كل محاولات التنظيم، ها هي المدينة اليوم تدخل مرحلة جديدة من الفُرَجَى الحضَرية”عربات اللعب البلاستيكية تسير جنبا إلى جنب مع سيارات الدفع الرباعي، كأنها في نزهة خاصة فوق رصيف خيالي”.
من قال إن اللعب مكانه الحدائق أو غرف الأطفال؟ ومن قال إن الشوارع العامة خُلقت فقط للراشدين وسياراتهم؟.
مساء الخميس 10 يوليوز وفي أحد شوارع الدارالبيضاء ، اختلطت الحقيقة بالخيال، عندما شوهدت سيارة ألعاب وردية اللون تتجول بكل ثقة وسط السيارات العادية، كأنها تقول للجميع: “أنا هنا، ولن يمنعني الحجم ولا القانون!”
قدرة البيضاء العجيبة في تحويل الشارع إلى ساحة عروض مفتوحة
المشهد لم يكن مفاجئا فحسب، بل كان مصحوبا بمجموعة من “زميلاتها”، مركبات بلاستيكية صغيرة الحجم، تستعمل عادة في فضاءات الألعاب أو على أكثر تقدير داخل مراكز التسوق لكنها قررت، على ما يبدو، أن”تخرج من القوقعة”، وتنخرط في تجربة حضرية حرة على إسفلت المدينة.
لم يعد الأمر مجرد مشهد طريف، بل أصبح علامة على قدرة البيضاء العجيبة في تحويل الشارع إلى ساحة عروض مفتوحة.
في كل زاوية، مشهد سريالي جديد؛ تارة درّاجة بثلاث عجلات محمّلة بالبطيخ، وتارة عربة أطفال بلا مكابح تسير وسط الزحام، وتارة سيارة باربي تتحدى الضوء الأحمر بكل براءة!
لا تسأل عن القانون في الدارالبيضاء ، بل اسأل عن آخر “عرض”، فهنا لا شيء يُمنع، بل كل شيء يُعرض: كأن المدينة قررت أن تحوّل شوارعها إلى “كرنفال متواصل” من دون جمهور… لأن الجميع مشارك في العرض، سواء أراد أم لا.
قانون السير بين الخيال والحقيقة
وفي غياب رقابة حقيقية، ووسط صمت السلطات، يبدو أن البيضاء تُعيد تعريف معنى “الحق في التنقل”: من الكارو إلى الكارتينغ، ومن التريبورتور إلى عربات الألعاب… الشارع للجميع، ومن سبق “لبق”
السؤال الذي يُطرح بإلحاح كيف دخلت هذه المركبات إلى الشارع؟ ومن سمح لها بالمرور؟ وهل نحن أمام إعلان غير رسمي عن بداية مرحلة جديدة من النقل العمومي البلاستيكي؟ وهل سيتعيّن علينا مستقبلًا ركن سياراتنا جانبًا احترامًا لقافلة من “طوموبيلات الألعاب” في طريقها إلى حديقة الأحلام؟
أمام هذا الواقع، يبدو أن الدولة في حاجة إلى نص قانوني جديد، عنوانه: “قانون السير بين الخيال والحقيقة”، أو بالأحرى، “كيف تتعامل مع سيارة ألعاب تسير أمامك على الطريق وأنت تحاول فقط الوصول إلى العمل في الوقت المحدد؟”
ملاحظة للمواطنين:
إذا رأيتم قافلة من سيارات الألعاب تجوب المدينة، لا تفزعوا، فأنتم لستم في حلم ولا داخل لعبة فيديو، أنتم ببساطة في مدينة تسمح لكل شيء… حتى لباربي ومركباتها، أن تحجز لها مكانًا في الزحام، دون حسيب أو رقيب