رأي/ كرونيك

سوجار:نعم أنا متضامنة و مدافعة عن هاجر بدون شرط مادام السبب علاقة إنسانية كيفما كان إطارها

في بعض المواضيع، يبتلع المدافعون عن الحقوق و الحريات الفردية ألسنتهم، فتصبح الشماتة والانتقائية سيدة الموقف .
ما حصل لهاجر الريسوني قد يحصل معي، أو مع أي شابة، فكلنا لنا علاقات خارج الزواج (خطبة أو غيرها)، وقد يحصل حمل كما يحصل مع الكثيرات من بنات هذا الوطن، وقد يجهضن مرة و اثنين وثلاثة و في ظروف أكثر من الخطيرة، إن ثبت حقا أنها كانت تريد الإجهاض .

لا طالما كانت دائما معركتنا يتصدرها حق النساء في الاختيار، في نسج علاقات إنسانية خارج الزواج مادامت بوعي و بين ناضجين، و حقهن في الإنجاب من دونه .

هل لأن هاجر ابنة أخ أول رجال الدين في المغرب، الذين نتصارع معه على حقوقنا وحريتنا، أم لأنها قريبة أحد الأقلام المزعجة التي تكتب مواقفها في جريدة لا يقع عليها إجماع، أم لأنها اختارت العمل كصحفية في نفس الجريدة كي نتردد في الدفاع عنها .

نعم لا أطيق الفتاوى الدينية للريسوني الكبير، و لا أستصيغ بعض الفتاوى السياسية للريسوني الصغير، لكن هاجر تستحق أن ندافع عنها ، لأنها منا ، تشبهنا ومواطنة تنتمي إلينا .

هاجر امرأة الآن مسجونة في بلد يدعي الحداثة واحترام الحقوق بسبب ممارستها لحقوقها الطبيعية و المشروعة .

هذا القانون الذي يجرم العلاقات الإنسانية، التي يكون فيها الالتزام أحيانا حتى أكثر من العلاقات التي تؤطرها العقود الإدارية، يجب أن يلغى و ينتهي لأنه قانون متخلف وعاجز عن مواكبة التغييرات المجتمعية .
الدولة لا يجب أن تكون وصية على اختياراتنا، وليس لها الحق في تصنيف علاقاتنا بين صحيحة و خاطئة، وليس من العدل أن تنتصب حاكما وقاضيا على حقنا في بناء علاقاتنا الاجتماعية و الإنسانية .

إن كان سجنها بسبب علاقات تسمى فسادا من وجهة نظر نصوص جامدة، فهذه معركة المدافعين والمدافعات عن الحقوق و الحريات بعيدا عن الشماتة و الانتقائية، أما إن كان اعتقالها فيه أسباب أخرى، فذلك أفضع ويتطلب منا الحزم لأن هذا أصبح” مولا نوبة”.

نحن معك هاجر ، ببساطة لأنك لست مجرمة ، ولست مخطئة، أنت امرأة اختارت و عاشت، ولك كل الحق في ذلك ونحن سندافع عن حقك هذا لأنه حقنا جميعا.

نحن لسنا “منزهات”، نحن نشبهك، لأنها الطبيعة، ولا يمكن لنص مستبد أن يحرمنا الحياة .

نعم أنا متضامنة و مدافعة عن هاجر بدون شرط مادام السبب علاقة إنسانية كيفما كان إطارها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى