رأي/ كرونيك

المرأة والإعلام المغربي

صباح اتوكارت

“المرأة الجسد، المرأة الضحية، المرأة التقليدية” هي الصورة الطاغية على الإعلام المغربي، في غياب استراتيجية إعلامية واضحة تكسر دونية المرأة واضطهادها، في ظل العادات والتقاليد السائدة في المجتمع. استراتيجية إعلامية تنفض الغبار عن الدور الكبير الذي تلعبه المرأة المغربية في شتى المجالات الأدبية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، العلمية، الفنية….

في حين تظل المرأة الخادمة والمرأة العاملة والمرأة المهمشة والمرأة القروية. مجرد موضوع لمقالات موسمية يروج لها خلال اليوم العالمي للمرأة، ويعتبر الإعلام بمختلف أشكاله وسيلة فعالة لتسويق الأفكار وزرع القيام والمبادئ بين الأفراد، وكذا الترويج لمفاهيم تنال من الحقوق الأساسية للمرأة المغربية وترسيخ صورتها التقليدية ” الأم، الزوجة، الخادمة….” وتبعيتها للرجل، فيساهم الإعلام بشكل مباشر في إعادة إنتاج صورة المرأة الضحية، المرأة التقليدية، المرأة الاستهلاكية، المرأة الجسد التي تستغل في الإعلانات التجارية والمواصلات الاشهارية ( ضامة البنة، الدقيق الممتاز، الغوطة الصحية، وسائل التجميل، منظف البيت…. ) وفي الملصقات و اللافتات المعروضة بالفضاء العام، بهدف إغراء المشاهدين وشد انتباههم عبر تقديم ايحاءات جنسية مباشرة عن جسد المرأة على حساب انسانيتها وروحها.

ونجد أغلب البرامج تكرس هذه الصورة غياب استراتيجية إعلامية واضحة حول مواضيع تخدم قضية المرأة المغربية. كما أن أغلبية البرامج الموجهة إلى المرأة سواء في القناة الأولى أو الثانية هي برامج اجتماعية وترفيهية في الأساس تهدف إلى تسلية المرأة < ربة البيت بشكل خاص> .برنامج ” لالة العروسة صباحيات دوزيم المسلسلات المدبلجة فريدة كمال….” واللائحة طويلة.

هذه الوضعية المتدنية لصورة المرأة في الإعلام المغربي الذي يرتكز على الأنثى / الجسد على حساب المرأة الإنسانة. مع تغييب حقيقي لنموذج المرأة المناضلة التي تعمل بشكل متواصل من أجل العيش الكريم وتشارك بفعالية في تنمية الوطن في شتى المجالات، وكذا تغييب مواضيع وبرامج حقيقية تساهم في معالجة قضايا المرأة المغربية التي ما تزال تفتقر إلى الأمان، والاستقرار النفسي والاستقلال الذاتي عن الرجل. تفتقر بعضهن إلى أبسط الحقوق التي حددتها المواثيق الدولية وبعض جوانب مدونة الأسرة هذه الحقوق المتداولة نظريا والمنتهكة واقعيا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى