رأي/ كرونيك

لماذا كان رد فعل السلطة عنيفا وأوديو الزفزافي مقارنة مع رد فعلها بعد رسالة إسقاط الجنسية؟

خالد بكاري

لقد سعت السلطة لإدخال ملف معتقلي الحراك إلى ثلاجة النسيان، وجعله خاصا بالمعتقلين وعائلاتهم حصرا،،
لذا كان يهمها ان تعزل هذا الملف، وبالتبعية ملف حراك الريف عن أي امتدادات وطنية اولا، لتنتقل ثانيا لعزل المعتقلين وعائلاتهم حتى داخل الريف، ولو أدى الأمر لتحسين بعض شروط العيش بالمنطقة على حساب حرية المعتقلين..

ولقد نجحت في ذلك نسبيا، خصوصا مع انتقال زخم الحراك للخارج، وخفوته بالداخل،،
وللأسف فإن الجسم الحراكي الريفي بالخارج (اتحدث عن العقلاء وليس عن موتوري جمهورية لايفستان) قد ساعدها نسبيا، حين لم ينفتح اكثر على باقي المغاربة الديموقراطيين بالخارج، او قد يكون هؤلاء الأخيرين قصروا، او لم يستوعبوا جيدا آليات حراكيي الريف.

حين أعلن معتقلو راس الما بفاس تخليهم عن الجنسية ورغم ان بيان إسقاط الجنسية قد أكد بوضوح على التشبث بالانتماء الوطني فإن جهتين وحيدتين اعتبرتا طلب إسقاط الجنسية تنكرا للانتماء المغربي، وهما: ابواق مخزنستان ومقدمية جمهورية لايفستان،،

لقد حاول المخزن تحويل مفاجأة إسقاط الجنسية إلى انتصار في مسعاه لعزل المعتقلين والحراك الريفي عموما،، ويجب الاعتراف انه نجح في ذلك نسبيا،،

انتقل المخزن للسرعة القصوى مع حادث إحراق العلم، ومرة أخرى يلتقي المخزن وجمهوريو لايفستان في محاولة جعل هذا الحادث المعزول تعبيرا عن إرادة الريفيين…

كان جميع المراقبين ينتظرون رد فعل المعتقلين، وبالخصوص ناصر الزفزافي، خصوصا ان الدولة بدأت بعملية تجييش ظاهرها الوطنية، وباطنها شيطنة المعتقلين لأنهم من دعوا للمسيرة، وعائلاتهم بالتهجم على السيد أحمد الزفزافي، و الريف بالتبعية باعتباره الحاضنة الشعبية الأولى للحراك، ،
كل ذلك في مسعى للعزل،،
التقط المعتقلون خيوط المؤامرة، وكان ردهم عبر الأوديو بما لم يتوقعه مهندسو العزل،،

رسائل ناصر كانت كثيرة ،ولكن اهمها التي تسببت في حالة السعار الحالية هي ثلاث:

اولا: حرق العلم الوطني هو من صنعكم،،(لقد رد لهم بضاعتهم التي أرادوا نسبتها له).

ثانيا: وضع حد للخلط بين الحراكيين وبين جمهوريي لايفستان (من معنا، ومن في الضفة الأخرى)،، هذا الخلط بدوره لم يكن يستفيد منه سوى المخزن الذي ينسب كل كوارث هؤلاء للمعتقلين والحراك، وكذلك جمهوريو لايفستان الذين كانوا يختبئون في عباءة الحراك.

ثالثا: الكشف عن تغول الأجهزة الأمنية من خلال العودة لأهوال التعذيب، ومن خلال الحديث عن المؤامرات التي تنسج كلما لاحت بوادر حل،، لقد حدد الأوديو صراحة من هي الجهة التي تتحكم في هذا الملف، ولا تريد حلا،،،

لذلك كله، لم يغفروا له ولرفاقه هذه المرة عملية “ترياب الحفلة” التي قام بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى