لجنة: المبرر الذي تقدمه الحكومة لمصادرة مقر أوطم تغليط للرأي العام والإرادة الفعلية للسلطة هي اجتثاث آخر معالمه
اعتبرت لجنة المتابعة من أجل إيقاف مصادرة المقر المركزي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أن المبرر الذي أدلى به وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة، للتهرب من الخوض في الموضوع، بدعوى “انعدام المعطيات الكافية في هذا الملف”، هو تغليط واضح للرأي العام وتنصل غير مفهوم وغير مبرر للحكومة من تحمل مسؤوليتها السياسية المباشرة في هذا الملف.
وأضافت اللجنة، أن تصريح الوزير المعني لا يعدو أن يكون سوى طريقة ملتوية لحجب الحقيقة السياسية التي باتت واضحة؛ ألا وهي أن قرار مصادرة مقر أوطم، الذي حركته وزارة الشباب والرياضة في مارس 2016، وهو الفعل الذي يندرج فيما اعتبرته اللجنة، في إطار اجتثاث آخر معالم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتكثيف الحظر العملي على الأنشطة النقابية للطلاب المغاربة، ومواصلة حرمانهم من حقوقهم النقابية المشروعة التي يضمنها القانون الوطني والاتفاقيات الدولية المصادق عليها من لدن المغرب في مجال الحرية النقابية.
في نفس السياق، وبالإضافة إلى وعليه، تعتبر لجنة المتابعة أنها ملزمة أن تدعو مرة أخرى الجهات الرسمية المسؤولة عن تدبير ملف حقوق الإنسان في المغرب (وزارة العدل، وزارة حقوق الإنسان، المجلس الوطني لحقوق الإنسان)، إلى تحمل كامل مسؤوليتها في وضع حد لهذا الاعتداء السافر على مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وفي وضع حد لكل القيود والعراقيل والممارسات القمعية التي تطال مناضلاته ومناضليه، وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين منهم، وخوض مفاوضات جماعية مع ممثلي الطلاب في كافة الجامعات والمدارس والمعاهد، على أرضية احترام حق الطلاب في التنظيم والاستجابة لمطالبهم المادية والبيداغوجية والديمقراطية المشروعة.
إلى ذلك أكدت اللجنة ذاتها، أنه وفي إطار استحضار الدلالات النضالية والكفاحات المجيدة التي خاضها الطلبة المغاربة ضد قرار الحظر الإداري الذي فرض على منظمتهم الطلابية في مثل هذا اليوم، قبل 47 سنة مضت، وتحديدا في 24 يناير 1973، والتي توجت، أي هذه الكفاحات المجيدة، بإرغام السلطة السياسية على رفع الحظر الاداري على أوطم عام 1978، فإنها تدعو كافة القوى المناضلة إلى توحيد الجهود لأجل التصدي لقرار مصادرة مقر أوطم وإلى كل المحاولات العلنية والسرية الرامية إلى نسف جهود الطلبة لإعادة بناء منظمتهم، وفاء لتضحيات الشهداء والمعتقلين الذين كافحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل أن تظل أوطم راية للنضال الطلابي الديمقراطي الوحدوي من جهة، ومن أجل تعزيز دور النضال الطلابي في انتزاع الديمقراطية الحقيقية في هذا البلد من جهة أخرى.