سياسة

الأشعري في ندوة المؤتمر الاتحادي: وحدة اليسار بات هو الوصفة الواحدة الرائجة لا نبعاث طائر الفنيق من رماده

قال محمد الأشعري في الندوة السياسية، التي نظمها المؤتمر الوطني الاتحادي حول قضايا إعادة بناء اليسار المغربي، أنه يشارك في هذه الندوة بدون حماس كبير، وبكثير من الشك، ليس لأن قناعاته بقيم اليسار قد اهتزت أو ضعفت، ولكن لأن الخطاب الذي أصبح رائجا في السنوات الأخيرة حول وحدة اليسار بات الوصفة الواحدة لمعالجة تشتته وإخفاقه.

وأضاف الأشعري في الندوة ذاتها، التي نظمها حزب السفينة، حول “إعادة بناء حركة اليسار: المشروع، الضرورة، الإمكانيات والمعيقات” أمس السبت 15 فبراير 2020 بالدار البيضاء، أن الحديث عن وحدة اليسار بات هو التبشير الواحد لانبعاث طائر الفنيق من رماده بينما في الواقع تتضاءل كل يوم إمكانية هذا الميلاد، وبالمقابل يضيف المتحدث ذاته، تتسع دائرة المحافظة والرجعية، ويتسع إلا لماما غياب المقاربات السياسية الموحدة والمتضامنه.

في نفس السياق، أعلن الأشعري، أن بعض منا في اليسار جرب المشاركة بلاحدود، وبعض منا جرب المقاطعة، دخلنا في تجربة الكثير من الانتخابات متفرقين، وخضنا تجارب التسيير المحلي والجهوي والوطني متفرقين أيضا، وكلما حصلت نتائج سلبية نتيجة هذا التفكك، عدنا إلى خطاب الوحدة، لنلتمس عنده النتائج السحرية، لما أفلتناه في أرض الواقع.

وأفاد محمد الأشعري خلال مداخلته بالندوة السياسية، أنه وعلى بعد سنة ونصف ستجرى الانتخابات والتي ستشارك فيها نسبة محدودة من الناخبين، وسيدخلها اليسار مرة أخرى متفرقا، بينما ستخوضها التيارات المحافظة متراصة وبكتلة انتخابية قارة، وسيحكمنا فيها نظام انتخابي من أهم خصائصه فضلا عن بلقنة الخريطة السياسية، أنه يضع الأوراق كلها خارج أيدي الأحزاب، يضعها كلها في يد المخزن.

في السياق ذاته، أكد الأشعري أن ما ذكره هو السيناريو الأكثر احتمالا، إذا لم يحدث في الساحة السياسية ما لا يوقفه، وإذا نجح هذا السيناريو فمعناه أننا يشير الأشعري، سنبقى في النفق الذي دخلناه منذ عدة ولايات تشريعية.

المتحدث ذاته، اعتبر أن هذا الواقع يسائل الجميع، يسائل التعبيرات السياسية اليسارية، سواء منها من يمتلك مشروعا واضحا ومقنعا، أو من فقد البوصلة، يسائلنا يشير الأشعري ليس لأن اليسار أصبح نوعا سياسيا  يجب المحافظة عليه من الانقراض، ولكن لأن القيم التي يحملها ومعه كل التقدميين أصبحت اليوم ضرورة حيوية لإنقاذ العالم من التوحش الليبرالي ومن سحق الإنسان ومن حفر المزيد من الفوارق بين الناس، ومن تهديد كوكب الأرض.

وأضاف الأشعري خلال مداخلته في الندوة السياسية، التي نظمها حزب المؤتمر الوطني الاتحادي بحضور أمينه العام عبدالسلام العزيز، أن هذا السيناريو يسائل أيضا المواطنين الذين يريدون تغييرا سياسي لصالح الديمقراطية والتقدم، ولكنهم لا يجدون عرضا سياسيا قادرا على جمع الطاقات وعلى فتح أبواب المستقبل، كما أنه يضيف الأشعري، يسائل الذي يبتكرون في كل يوم مبادرات وحلول، لكنهم يفتقرون لتعبير سياسي يوحدهم، كما أنه يسائل التعبيرات السياسية التي لها عناوين ومقرات، ولكنها لم تعد لها المبادرات ولا القدرة على الابتكار.

في نفس السياق، أوضح الأشعري أن هذا السيناريو، يسائل نظامنا السياسي، لأنه عجز لحد الآن على الخروج من نفق التعثر الديمقراطي والسلبية السياسية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى