بورتريه: إيدير سفير الأغنية الأمازيغية الذي قال عن الحراك الجزائري..مدني بالأكسجين وأنا المصاب بتليف رئوي(فيديوهات)
يعتبر إيدير كما تتحدث عنه جل التعاليق الإعلامية اليوم، الذي اسمه الحقيقي هو “حميد شريط” سفير التاريخ والأغنية الأمازيغية في جميع أنحاء العالم، الذي وافاته المنية ليلة السبت الى الأحد، عن عمر يناهز 71 سنة.
وُلد إيدير سنة 1949 بقرية أيت لحسين التابعة لولاية تيزي وزو، درس علم الجيولوجيا وكان من المفترض أن يلتحق بإحدى المؤسسات النفطية بالجزائر،وبالصدفة وعوض ذلك، سيحل عام 1973 مكان أحد المغنيين في إذاعة الجزائر لأداء أغنية للأطفال، ومن بعدذلك وبعد ذلك سجّل أغنية “أبابا إنوفا” قبل ذهابه للخدمة العسكرية وقد حققت تلك الأغنية شهرة كبيرة.
تقول صحيفة النهر الجزائرية، إن “والد ايدير كان أستاذ العلوم الطبيعية هو من دفعه للفن والعزف على الجيتار وعمره لم يتجاوز التاسعة من العمر، لكن في طفولته وحتى بداية شبابه لم يكن في نية إيدير التفرغ للفن، حيث كرس جل أوقاته لدراسة الجيولوجيا وتنقل سنة 1973 إلى الصحراء للعمل في مجال البترول والغاز، وهناك اكتشفه الزملاء بعد أن أدى لهم قصيدة “أفافا نوفا” التي أصبحت بعد ذلك من أشهر الأغاني، حيث سجلت في استديو القناة الأمازيغية بالجزائر العاصمة” .
المصدر ذاته، يؤ:د أنه وفي سنة 1979 سيعيد إيدير التجربة بكتابته لمجموعة من الأغاني تضمها ألبومه الثاني والذي حمل عنوان (أياراش إناغ)، كانت غاية الراحل الأولى و أقصى طموحه هو الاقتراب من الناس من خلال الحفلات، وبالفعل سعى لذلك لمدة عشر سنوات والتي كانت كافية لتحقيق مبتغاه، لكنه لم يسجل في هذه الفترة أي ألبوم لدرجة جعلت جمهوره وكشافه يفتقدون إبداعه.
المصدر ذاته، أوضح انه وفي سنة 1991 كانت العودة من جديد لإيدير بإعادة تسجيله لـ17 أغنية من الألبومين الأولين، واحتفاء بعودته الفعلية أحيى إيدير حفلا في فرنسا بقاعة (new morning) بباريس وهذا يومي السابع والتاسع من شهر فيفري عام 1992 ومن هنا أصبح النوع الغنائي المتميز الذي يؤديه الفنان الجزائري يصنف ضمن الموسيقى العالمية.
وفي سنة 1993 عاد الفنان بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة بلو سيلفيري عمل بإيقاعات موسيقية تتضمن آلة القيتارة، الناي، والأورق، إضافة إلى الدربوكة التي تنفرد بخصوصية عربية.
كما تمكن إيدير من تسجيل ديو مع آلان ستيفان عنوانه “اسالتين” وبهذا ضمن الفنان المغترب الوقوف على خشبة الأولمبيا الباريسية ثلاثة أيام على التوالي ليواجه العالم العربي بفن جزائري محض.
كما يعرف عن إيدير أنه من دعاة السلام، حيث يعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية، حيث اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير1995 في حفل حضره 6000 شخص من مختلف الجنسيات، كما شارك إيدير في حفل تكريمي لمعطوب الوناس الذي اغتيل سنة 1998.
وسنة 1999 كانت بالنسبة للفنان إيدير من أخصب السنوات فنيا وأكثرها أهمية من حيث إنتاج الألبومات، حيث استطاع جمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين مثل الفرنسي ماني شاو وماكسيم فورستي والإيرلندي كارن ماتيسون وقناوي diffusion وفرقة زيدة الجزائرية، والإنجليزيين جيل سيرفات ودان ارمبراز والأوغندي جيوفري أوريما وفرقة (onb) وهذا لتسجيل أغنية A VAVA INOUVA وبهذا يكون المطرب إيدير قد سجل ثلاث ألبومات في ظرف ثلاثين سنة، وإلى جانب الفن اهتم ايدير بالبيئة والطبيعة،
الهوية والحراك
وفي يناير 2018، عاد المغني الذي يناضل من أجل الاعتراف بهوية منطقة القبائل الثقافية، إلى العاصمة الجزائرية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية بعد غياب دام 38 عاما.
وفي مقابلة مع صحيفة “جورنال دو ديمانش” في أبريل 2019 تحدث عن المظاهرات الشعبية في الجزائر ورحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وأوضح “أحببت كل شيء في هذه المظاهرات: ذكاء الشباب وعزمهم على إبقائها سلمية (..) أشعر بأني عشت مرحلة سعادة مطلقة منذ 22 فبرايرمدتني بنفحات أوكسجين. وأنا مصاب بتليف رئوي وأعرف جيدا عما أتكلم”.
وتابع الراحل في حواره مع الصحيفة الفرنسية “على أي حال، محكوم علينا أن ننجح، لذا علينا أن نتسمر بالتفكير على أننا أمة جزائرية تتجه نحو الرقي والتقدم. بمحافظتنا على وحدتنا، لا أحد يمكنه هزمنا”.
وأدخل إيدير الجمعة المستشفى في العاصمة الفرنسية حيث توفي جراء مرض رئوي، وسيوارى الثرى في منطقة باريس حسبما أفادت أوساطه.
المصدر: النهار الجزائرية وفرنس 24 وأ ف ب