كامالا هاريس… أول امرأة تتبوأ منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية
هي ليست فقط أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة التي يتم انتخابها كنائب لرئيس الدولة، بل هي تجسيد حقيقي لما يعرف باسم “الحلم الأمريكي”.
كامالا هاريس، التي ولدت لأبوين مهاجرين من جامايكا والهند، دخلت، السبت، التاريخ من أوسع أبوابه عقب الإعلان عن فوزها وحزبها الجمهوري بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.
أول امرأة من أصول مهاجرة تصبح قاب قوسين أو أدنى من قيادة الولايات المتحدة
خاضت هاريس البالغة 56 عاما انتخابات الثلاثاء الرئاسية في تتويج لإنجازاتها السابقة كأول امرأة ذات بشرة سمراء تصبح مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة متحدرة من جنوب شرق آسيا تحصل على مقعد في مجلس الشيوخ.
ومع فوزها في هذا المنصب تصبح هاريس قاب قوسين أو أدنى من قيادة الولايات المتحدة، باعتبارها الأقرب لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي بعد أربع سنوات، حيث من المتوقع أن يتولى بايدن البالغ 77 عاما الرئاسة لولاية واحدة.
وكتبت كامالا هاريس على تويتر بعد إعلان وسائل إعلام أمريكية فوزها مع بايدن بالاستناد إلى نتائج الولايات “هذه الانتخابات هي حول ما هو أكثر بكثير من جو بايدن أو مني”.
وأضافت “أنها تتعلق بروح أمريكا واستعدادنا للمحاربة من اجلها. أمامنا الكثير من العمل، فلنبدأ”.
هاريس تنتقد بشدة ترامب
ومنذ اختيارها في غشت شريكة لبايدن في السباق الرئاسي، انتقدت هاريس ترامب بشدة لتعامله الفوضوي مع أزمة كوفيد-19 إضافة إلى قضايا العنصرية والاقتصاد والهجرة.
ولدت هاريس في 20 أكتوبر عام 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا التي كانت حينها معقلا للحريات المدنية والنشاطات المناهضة للحرب.
كان والدها، دونالد هاريس، أستاذا في الاقتصاد ووالدتها شيامالا غوبالان باحثة في سرطان الثدي. وانفصل والداها عندما كانت هاريس في الخامسة تقريبا، فتعهدت والدتها التي توفيت عام 2009 بتربيتها مع شقيقتها مايا.
مدعية عامة
وبعد تخرجها من جامعة بلاك هوارد في واشنطن بدأت هاريس صعودها الذي قادها من منصب مدعية عامة لمقاطعة إلى انتخابها مرتين مدعية عامة لسان فرنسيسكو، قبل أن تصبح مدعية عامة لكاليفورنيا عام 2010.
ومع ذلك فإن وصف هاريس لنفسها بأنها “مدعية عامة تقدمية” جعلها هدفا للانتقادات، فاتهمت بتثبيت أحكام خاطئة وقاسية ومعارضة إصلاحات معينة في كاليفورنيا مثل مشروع قانون يطالب المدعي العام بالتحقيق في حوادث إطلاق النار على الشرطة.
وكتبت أستاذة القانون لارا بازيلون في صحيفة “نيويورك تايمز” العام الماضي “مرة بعد أخرى، عندما حضها التقدميون على تبني إصلاحات القانون الجنائي خلال عملها مدعية في مقاطعة ولاحقا مدعية عامة لولاية، فقد عارضت السيدة هاريس أو التزمت الصمت”.
ومع ذلك كان عمل هاريس أساسيا في تشكيلها قاعدة للانطلاق في حملة ناجحة لنيل مقعد في مجلس الشيوخ عام 2016، لتصبح ثاني امرأة ذات بشرة سمراء في المجلس على الإطلاق.
كما ساعدتها فترة عملها كمدعية عامة في تكوين علاقة عمل مع بو نجل بايدن الذي شغل نفس المنصب في ولاية ديلاوير، وتوفي عام 2015 بعد إصابته بالسرطان عن عمر يناهز 46 عاما.
ابن بايدن الراحل كان يحترم كامالا
وقال بايدن خلال ظهوره الأول مع كامالا بعد اختيارها نائبته “أعلم كم كان بو يكن من الاحترام لكامالا وعملها، ولأكون صريحا معك فان هذا كان يعني لي الكثير عندما اتخذت هذا القرار”.
وتتمتع كامالا هاريس الناشطة المخضرمة بكاريزما قوية، لكنها يمكن أن تتخلى بسرعة عن ابتسامتها العريضة لتعود إلى شخصية المدعية العامة في الاستجواب المستمر والردود القاسية.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاستجوابها جيف سشينز عندما كان وزيرا للعدل خلال جلسة استماع في الكابيتول هيل حول التدخل الروسي. ورد سشينز الذي كانت تتوالي عليه الأسئلة “لا يمكن، أنا لست قادرا على اللحاق بك بهذا الشكل! الأمر يجعلني متوترا”.
خلال الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين تواجهت مع بايدن في إحدى المناظرات، منددة بمعارضة السناتور السابق في السبعينيات لبرامج نقل التلاميذ والاختلاط في الحافلات للحد من الفصل العنصري في المدارس.
وقالت “كان هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا من ضمن الصف الثاني الذي شمله الاختلاط في مدرستها، وكانت تتنقل بالحافلة إلى المدرسة كل يوم” مضيفة “تلك الفتاة الصغيرة هي أنا”.
وهذا الصدام معها لم يمنع بايدن من اختيار هاريس التي جلبت معها هذه الطاقة المشاكسة إلى حملة بايدن التي تدار بعناية على المنابر.
وخلال مناظرتها الوحيدة ضد نائب الرئيس مايك بنس، رفعت هاريس يدها عندما حاول مقاطعتها قائلة بحزم “السيد نائب الرئيس، أنا أتكلم، أنا أتكلم”، ما أجبره على السكوت.
وفي غضون ساعات من المناظرة كانت هناك قمصان طبعت عليها عبارة “أنا أتكلم” تباع على مواقع الإنترنت.